الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يلزم الولد الاستجابة لمطالب والديه الكمالية

السؤال

أنا شاب أعمل بعيدا عن عائلتي وكان أبي يعمل في نفس البلد العربي التي كنت أعمل فيها، الحمد لله يسر الله لي الدخل الحسن، ظروف عائلتي أنهم ليس لهم دخل أخر غير المصروف الشهري الذي أرسله لهم أحس هذه الأيام أن طلباتهم كثرت جدا وأنا شاب لم أتزوج وأجهد نفسي حتي أدبر مصاريف الزواج ومع كثرة طلباتهم أخشى أن تطول فترة انتظاري وأنا أكهلت من طلباتهم ولا أستطيع أن أقول لهم أن يرشدوا المصاريف لأني أخشي إغضابهم الحقيقة أني هذه الأيام فعلا بدأت أشتكي خاصة لزملائي في العمل وبعض المقربين لي الذين لا صلة لهم بأهلي وأحيانا ألمح لوالدتي حيث هي مقدرة ظروفي أكثر من أبي وأحيانا أقول لأبي أنا عندما يطلب مني إرسال نقود أني لم أستلم الراتب بعد مع العلم أن معي نقودا، مع العلم أني حقا ملتزم بالمبلغ الذي هو في حدود مصاريف الشهر ولا أتأخر في دفعه وغالبا ما أرسله قبل الموعد ولكن أنا في حالة نفسية صعبة نتيجة زيادة المصاريف والطلبات التي أراها ليس لها داع، وأرى أيضا أنه عندما كان أبي هو الذي يعمل وأنا في بلدي مع العائلة لم تكن المصاريف بهذه الدرجة ولم نكن نجرؤ علي أن نطالبه بزيادة، وأيضا عندما كنا نطلب كان يقول لن أرسل ليس معي وهذا الحق ليس عندي لأني لا أستطيع أن أقول مثله لأنهم أهلي وأبي وأمي لو كانت زوجتي وأبنائي لقلت لهم وعنفتهم على زيادة المصاريف ولعرفت أن أحاسبهم أنا في حيرة وصراع مع نفسي أعلم جيدا أن سبب رزقي هو رضاهم عني ولكن أريد أن يسمحوا لي بمناقشتهم كما كان أبي يفعل أتعبني الصراع في العمل وأريد أن أتزوج واستقر في بلدي ولكن مع هذا الضغط لا أستطيع ولا أعرف ماذا أفعل أرجو الرد السريع علي ؟
وجزاكم الله خيرا وكل عام وأنت بخير وآسف على الإطالة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أهل العلم أوجبوا على الولد أن ينفق على أبويه المحتاجين، وأوجبوا عليه طاعتهما في المعروف، وإذا أنفق عليهم فأعطاهم الحاجات الضرورية فإنه لا يجب عليه الاستجابة لمطالبهم الكمالية إذا كان ذلك يضر به ، فقد صرح أهل العلم أن للوالد الحق في بعض مال ولده بشرط أن لا يجحف ذلك بالابن ولا يضر به، وبناء عليه فحدد لهم مصروفا ترى أنه يكفيهم، وأخبرهم أنه لا يمكنك نظرا لظروفك إرسال مبلغ أكثر من هذا، وأن عليهم أن يشتروا حاجاتهم ويسددوا، واحرص على حوارهم في الموضوع بلطف وأدب، واعلم أن الوالدين رحيمان بابنهما ولا يكلفانه في الغالب ما فيه مشقة عليه ، وراجع للتفصيل في الموضوع الفتاوى التالية أرقامها : 50146 ، 57870 ، 1249 ، 47345 ، 59104 ، 71200 .

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني