الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قضاء الصيام من المرأة الضعيفة والزواج من غير مرضي الدين

السؤال

أتمنى أن تكونو كلكم بخير إخواني في الله ، وشكرا لكم دائما على هذا الموقع المفيد الرائع الشيق، الذي نحتاجه بشده في هذه الأيام، دائما أعود وألجأ إليكم، الآن هناك أكثر من مشكلة أرجو من حضراتكم مساعدتي بها وشكرا لكم مقدماً .
المشكلة الأولى: قبل أن أطرح المشكلة أتأسف لكم مقدما، وأطلب من الله تعالى الغفران والمسامحة، أنا علي أيام يجب صيامها قضاء لأيام أفطرتها في شهر رمضان المبارك هذه السنة، والسنة التي قبلها والتي قبلها، علي صيام ما يقارب ال 35 يوما، لأن دورتي الشهرية تبقى علي من 5 إلى 8 أيام، أغلب الأحيان ل 6 أيام تبقى، المشكلة أنني لم أقض ما علي صيامه للسنوات الفائتة من شهر رمضان، قضيت أياما ثم لم أكمل بسبب الدورة، الحل هو أن أقضي هذه الأيام، لكن هذا سيضر بصحتي، أنا وزني الآن 40 كيلو غرام بالضبط، ذهبت هذه السنة مع أهلي لأداء العمرة، وشاء الله أن أمرض هناك وأدخل المستشفى جراء جفاف أصابني، لكن الحمد لله أنا بخير، لكن خسرت كثيرا من وزني حيث أصبح 37، أنا عمري 21 طولي 157، جسمي الآن نحيل وضعيف جدا جدا، بعد ما عدنا من العمرة كان شهر رمضان، وصمته الحمد لله لكن علي قضاء 6 أيام من هذا الشهر ، أريد أن أعلم إذا كان هناك طريقة أخرى غير الصيام أقوم بها لقضاء هذه الأيام، ما أقصد به كفارة، حتى لا أصوم الأيام التي علي لأنني لا أريد أن أخسر من وزني أكثر، أنا أتعب بسرعة جراء أي عمل أقوم به، أكثر وزن وصلت إليه 47 كيلو غرام فقط، إذا كان يوجد كفارة أكفر بها عن هذه الأيام أرجوكم أخبروني ما هي لكن إذا كانت لا توجد ويجب علي الصيام سأتوكل على الله وأصوم، لكن المشكلة أنني إذا لم أقض طيلة نهاري بالأكل حتى لو لم تكن وجبة رئيسية، من الصباح إلى المساء لا آكل طيلة اليوم لأني أصاب بفقدان الشهية، إذا لم أبدأ نهاري بالآكل لغاية المساء لا آكل شيئا إلا القليل لا أعرف لماذا، لهذا أريد حلا آخر غير الصيام يرضي ربي عني ولا يبقى في ذمتي شيء ، أنا مقبلة على الزواج، وأريد أن تكون صحتي جيدة حتى أتحمل الزواج والمسؤولية، لكني أريد أن أعطي ديني وربي ما هو فرض علي، لذا أرجوكم أخبروني ما الحل.؟؟
مشكلتي الثانية هي في خطيبي: خطيبي شاب طيب القلب وكريم وحنون محبوب أحبه كثيرا ويحبني، لكننا نختلف في أمور كثيرة، لأن كلا منا لا يستطيع أن يوصل أو أن يعبر للآخر عن رأيه، أنا لا أفهمه بكل شيء ولا هو أيضا، لذا نتشاجر، لكننا نتنازل لبعضنا البعض كثيرا جدا، في 25/11 نكون قد أتممنا السنة الأولى للخطبة المشكلة هي أنه عندما بدأنا نحضر للخطبة حصل معه مشاكل في العمل فهو في السلطة وكما تعلمون موظفوا السلطة في فلسطين لا يحصلون على رواتبهم، لذا تأجل العرس أكثر من مرة وهذا الشيء أثر على نفسيتنا مما زاد في المشاكل فيما بيننا، خطيبي لا يصلي للأسف، مع أني أصلي وملتزمة في لباسي، هو يصوم الحمد لله لكن من دون صلاة، في أول الخطبة وعدني أن يصلي لكنه لم يصل لغاية الآن، كل ما أدعوه للصلاة نتشاجر، أغلب الأحيان أدعوه للصلاة بطريقة جيدة ومحببة لديه، لكن أحيانا أخرى بطريقة العصبية والصراخ، أريده أن يصلي أريده أن يكون قريبا من الله لكن لا أعرف كيف، ما ذا أفعل ليصلي، والمشكلة الثانية في خطيبي أنه يمارس العادة السرية كثيرا، هذا الشيء يشعرني بالقهر من ناحيته، لأننا لو تزوجنا لما مارس هذه العادة، كل شيء في مشكلتنا مكمل لبعضه، صحتي الضعيفة بسبب المرض الذي مرضت به ونفسيتي بسبب المشاكل، التي هي من جراء تأجيل الزفاف والمشاكل التي بيني وبين خطيبي، أكثر المشاكل التي بيننا بسبب تأجيل العرس ثم لأننا لا نتفاهم في بعض الأمور لم أجد غيركم لأفرغ ما في صدري، لا أدري كيف أسدد ما علي من أيام الصيام، ولا أعلم كيف أجعل خطيبي يصلي، أما بالنسبة للزفاف، فأنا أدعو الله أن يحل هذه المشكلة ويقرب من موعد لزفاف، حتى نتقرب من بعضنا أكثر ونحب بعضنا أكثر، خصوصا عندما يمن الله علينا ويرزقنا بالأطفال، الحمد لله أنا وهو نعشق الأطفال ونتمنى أن نصبح أبوين بشكل كبير؟
أرجوكم أفيدوني جزاكم الله كل خير متأسفة لأني أطلت عليكم، أرجوكم ساعدوني وجزاكم الله عني وعن إخواني كل خير إن شاء الله ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن الشيطان قد يوسوس للإنسان بأشياء كثيرة يخيل له أنه مصاب بها من غير أن يكون ذلك صحيحا، من أجل أن يضعفه عن العبادة.

وقولك: إنك إذا لم تقضي طيلة نهارك بالأكل من الصباح إلى المساء، لا تأكلين طيلة اليوم، لأنك تصابين بفقدان الشهية...

أقول: إنه ليس من المستبعد أن يكون هذا من وساوس الشيطان يريد أن يثبطك ويوهن بدنك عن العبادة، فعليك أن تحاولي تناول الطعام على خلاف ما ذكرته من عادتك، وأن تحاولي قضاء جميع الأيام التي أفطرتها من رمضان إن استطعت القضاء، إضافة إلى كفارة تأخير القضاء مع القدرة عليه, فإن كنت عاجزة عن القضاء (في الفترة التي تسبق رمضان بالقدر الذي عليك من أيام تلك السنة) فلا تلزمك كفارة تأخير، وإن كان الضعف الذي تذكرينه ضعفا حقيقيا وليس وسوسة، وكنت لا تستطيعين معه الصيام حقيقة، أو أخبرك طبيب ثقة أنك عاجزة عن الصوم عجزا لا يرجى زواله فيكفيك حينئذ إطعام مسكين واحد عن كل يوم من أيام الصيام أداء كان أم قضاء. وهذا الإطعام قدره 750 جراما تقريبا من غالب طعام أهل بلدك، وراجعي في هذا وفي الذي قبله الفتوى رقم: 72908 ، والفتوى رقم: 10865.

وأما عن مشكلتك الثانية، فنقول لك أولا إن الخطيبة أجنبية من خطيبها، ولا يحل له منها إلا ما يحل من الأجنبية. ومن المعلوم أن الأجنبية لا تجوز المحادثة معها بقصد إثارة الشهوة، ولا تجوز الخلوة بها، ولا النظر إليها كاشفة. فما ذكرته من أنك تختلفين مع خطيبك في أمور كثيرة، لأن كلا منكما لا يستطيع أن يوصل أو يعبر للآخر عن رأيه، وأنكما تتشاجران دائما، ولكنكما تتنازلان لبعضكما البعض، وأن خطيبك يمارس العادة السرية، إلى آخر ما ذكرته... أقول إن هذا الكلام يدل على علاقة واحتكاك وخلوة وأمور أخرى كثيرة لا يسمح بها الشرع بين الرجال والنساء الأجانب. فإذا لم يكن عقد النكاح قد تم بينكما فتوبا إلى الله مما ذكرته واقطعا هذه الصلة حتى يحين الوقت الذي تصير فيه مشروعة بينكما.

ثم قولك إن خطيبك لا يصلي، وأنه وعدك بأن يصلي لكنه لم يصل لغاية الآن، وأنك كلما دعوته للصلاة تشاجرتما إلى آخر ذلك...

أقول: إن خطيبك هذا إذا كان مستمرا على ترك الصلاة، ولم تجدي منه دليلا على أنه سيتوب إلى الله ويقيم الصلاة، فإنه لا يصلح أن يكون لك زوجا؛ لأن تارك الصلاة بالكلية يعتبر مرتدا عن الإسلام، خارجا عن ملته، والعياذ بالله.

وإذا كان يصلي أحيانا ويتركها أحيانا، فقد قيل بكفره أيضا، ولكن الراجح عندنا أنه ليس بكافر ولكنه فاسق فسقا شديدا. ولك أن تراجعي في هذا فتوانا رقم: 17277.

كما يمكنك أن تراجعي أيضا في حكم العادة السرية التي ذكرتها عنه فتوانا رقم: 7170 ، والحاصل أن خطيبك هذا إما أن يكون كافرا، والكافر لا يصح عقده على المسلمة، وإما أن يكون فاسقا فسقا كبيرا، والفاسق لا ينصح بالتزوج منه؛ لأنه ليس كفؤا للمسلمة. فقد ذكر أهل العلم أن المعتبر في الكفاءة هو الدين، وهو الذي تشهد له الأدلة. قال تعالى: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ {الحجرات:13}. وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض . رواه الترمذي وهو حسن.

ومفهوم هذا الحديث أنه إذا أتاكم من لا ترضون خلقه أو دينه فلا تزوجوه.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني