الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يفعل من قطع على نفسه وعدا بفعل شيء ثم أراد أن يعود فيه

السؤال

لقد قطعت على نفسي وعدا كبيرا وأنا في حالة غضب شديد على أن أشتكي - بكتابة تقارير - بمدير مدرسة أولادي لأنه لم يستجب لمحاولات نقل ابني إلى فصل آخر ثم وبعد مدة تراجعت عن هذا الأمر لما فيه من شبهة فكيف يمكن الخروج من هذا الإشكال؟ وما العمل؟ والحال أني أخاف أن أرتكب إثما أحاسب عليه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقولك قطعت على نفسي وعدا كبيرا فيحتمل أنك عزمت جازمة في نفسك على الشكاية بالمدرس المذكور دون التلفظ بشيء. ويحتمل أنك حلفت على الشكاية به. ويحتمل أنك نذرت فقلت إن لم أشتك به فعلي كذا من الصوم أو الصدقة ونحو ذلك.

فإن كان الاحتمال الأول هو المراد فلا شيء عليك. وإن كان الثاني فعليك كفارة يمين وإن لم تفعلي ما حلفت عليه، ومن حلف على يمين فرأى أن الخير في تركها فليكفر عن يمينه. وإن كان الثالث فأنت بالخيار بين الوفاء بما نذرته إذا كان ما ستكتبينه عن المدرس المذكور حقا لا ظلم فيه وبين كفارة يمين لأن هذا النذر يسمى نذر لجاج وهو أن يكون قصد الناذر منه حث النفس أو منعها من شيء ولا يقصد به البر أي فعل الطاعة. قال الخطيب الشربيني في مغني المحتاج: يشبه النذر من حيث إنه التزم قربة واليمين من حيث المنع ولا سبيل إلى الجمع بين موجبيهما ولا إلى تعطيلهما، فوجب التخيير. اهـ. أي بين الوفاء بما نذره أو عدم الوفاء وإخراج الكفارة بدلا عن ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني