الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

إنني طبيبة ممارسة أشعة وسونار دخلت دورة لم تعلمنا شيئا سوى الحصول على شهادة تعينت في الحكومة ولكني لست راضية على نفسي لأني أحب أن أحصل دراسات وأتعلم فعلا ولكن بحكم ظروف بلدي فلا يوجد دراسات ولا أمن وقلوا حتى الأطباء ولكن شاء ربي أن يرزقني بعمل في اليمن أشتغل طبيبة سونار وقلت في نفسي إني سوف أقرأ وأعلم نفسي وأمان وراتب جيد وأجمع مالا للحصول على الدراسات في بلد ثان لكن لي ثلاث مشاكل:
الأولى أن أمي لا ترضى الذهاب معي لأنها لا تحب الغربة وهي مريضة فهي تشكو من الدوار وذبحة قلبية ولا تريد ترك أختي في بغداد حيث أختي تعاني من مرض تصلب الأعصاب المنتشر تستطيع المشي ولكن بصعوبة علما أن أختي متزوجة ولها بنتان واحدة عمرها ستة عشر والثانية إحدى عشر وزوجها موجود ولكن بناتها وزوجها ليس قلبهم عليها ولكن هي تعيش معهم بحكم كونها أم وزوجة وزوجها إن سافر إلى أي بلد لا يفكر بأن يأخذ زوجته وبناته ويضع المسؤولية علينا أنا وأمي
ثانيا أنا لا أعرف ماذا أفعل لكونه مستقبلي وليس يوجد في العراق مستقبل وأنا طموحة إضافة إني أريد أن أخلص أهلي من الوضعية المأساوية التي نعيشها في العراق فنحن على حافة الهاوية وأيضا إني غير متزوجة وليس لي أخ وأبي مات رحمه الله فمن لي بعد أمي أطال الله في عمرها فأجد نفسي أني أضيع إن بقيت وإن لم آخذ أمي ربي يحاسبني علما أنها لا تريد ترك البيت وأختي رغم أن أختي مع زوجها لكن قلبه ليس عليها ولا حتى بناتها قلبهم عليها ولا أستطيع أن آخذ أختي معي إلى اليمن لأنها متعلقة ببناتها وبناتها من نوع بنات لسن مؤدبات ويحتجن إلى المصرف الكثير ولا أستطيع أن أسيطر عليهن لأنهن لا يحترمن أي شخص ولهن القابلية لأن يخطئن لأنهن مدللات جدا
ثالثا إنني عندما أداوم وفي نفس الوقت أقرأ هل فيها خلل أم الواجب الدراسة أولا علما أن نيتي أن لا أكذب على الناس وأن الأطباء يقولون لي المفروض تكون لك خبرة بأن تداومي وتتعلمي وتدرسي كلها في نفس الوقت وهل المال في هذه الحالة يكون حراما علي وفكرت أنه عندما أشك في شيء أؤجل المريض إلى ساعات أخرى وأقرأ الموضوع ومن ثم فحصه مرة ثانية لأن نيتي التعلم وعلى قدر الاستطاعة أن لا أكذب على الناس وماذا عن المال في هذه الحالة بأن أقرأ وأداوم في نفس الوقت هل هو حرام أم حلال.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يجعل لكم من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا.. ولتعلمي أنه لا مانع شرعا أن تسافر المرأة إلى بلد مسلم للعمل أو الإقامة، ولكن بشرط أن يكون العمل مضبوطا بالضوابط الشرعية، وأن يكون معها محرم.. لما في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة ليلة إلا ومعها ذو محرم منها.

ولذلك فإذا كنت لا تعلمين العمل الطبي الذي تقومين به أو لا تتقنيه على الوجه المطلوب فإنه لا يجوز لك العمل به ولو كنت تحملين الشهادة على ذلك. وانظري للمزيد من التفصيل والفائدة الفتويين:27721. 8731.

وإذا توفرت شروط السفر والعمل وانتفت موانعهما فلا مانع من أن تسافري ما دمت محتاجة إلى ذلك، ولا يمنع منه عدم إذن الأم أو عدم اصطحاب الأخت.. وما لم تتوفر الشروط فلا يجوز لك السفر ولو أذنت لك الوالدة كما تقدم، وانظري الفتوى رقم: 66666.
وأما القراءة أو ما أشبهها أثناء الدوام فإنها لا تجوز إذا كانت لغير مصلحة العمل في وقت يوجد فيه عمل لأن وقت الموظف أو العامل ملك لجهة عمله، وسبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 63893.

وإذا كان القصد متابعة الدراسة والقراءة أولا قبل استلام الوظيفة حتى يحصل التأهل التام للوظيفة فهذا هو المطلوب كما أشرنا، ولا يجوز استلام وظيفة لمن هو جاهل بأمرها، وخاصة إذا كانت الوظيفة طبية لما يترتب على ذلك من الفساد إذا حصل خطأ، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من تطبب ولم يعرف منه طب هو ضامن. رواه أبو داود. وانظري الفتوى رقم: 60476.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني