السؤال
قمت بعمل رسالة ماجستير في علم (فن) التصوير، وقد علمت أن هذا الفن ليس حراما، ولكن بعد الانتهاء من هذه الرسالة وأنه يجب مناقشتها بعد يومين وقد قمت بتفيذ عدة أعمال مصورة مأخوذة من مصادر مختلفة منها المخطوطات الإسلامية، ولكن الآن أجد من يقول إن هذا العمل حرام، فأني أريد التأكد من أن هذا العمل حرام أم لا، مع العلم بأني مضطرة إلى تقديمها؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذهب جمهور العلماء إلى جواز رسم وتصوير ما لا روح فيه من الأشجار والأنهار وغيرها، ومستندهم في ذلك هو ما روى أبو داود والترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل فقال: إني كنت أتيتك البارحة فلم يمنعني أن أكون دخلت عليك البيت الذي كنت فيه إلا أنه كان في باب البيت تمثال الرجال، وكان في البيت قرام ستر فيه تماثيل، وكان في البيت كلب، فمر برأس التمثال فليقطع فليصير كهيئة الشجرة، ومر بالستر فليقطع ويجعل منه وسادتين منتبذتين يوطآن، ومر بالكلب فيخرج، ففعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ففي الحديث إشارة إلى أن الشجرة لا حرج في تصويرها هي وما كان على هيئتها، وهذا ما أفتى به ابن عباس رضي الله عنهما، لما أتاه رجل فقال: يا ابن عباس إني إنسان إنما معيشتي من صنعة يدي، وإني أصنع هذه التصاوير، فقال ابن عباس: لا أحدثك إلا ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، سمعته يقول: من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ فيها أبداً. فربا الرجل ربوة شديدة واصفر وجهه. فقال ابن عباس: ويحك؛ إن أبيت إلا أن تصنع فعليك بهذا الشجر، كل شيء ليس فيه روح.
فقد تبين مما ذكر تحريم التصوير مع استثناء ما ليس له روح، وثمت نوع آخر من التصوير فقد اختلف أهل العلم حوله وهو التصوير الفوتوغرافي، ولك أن تراجعي في حكمه الفتوى رقم: 10888.
وعليه، فإذا كان موضوع رسالتك يتعلق بتصوير ما لا روح له، فلا حرج عليك فيما فعلته، كما أنه إن كان يتعلق بالتصوير الفوتوغرافي فلا نرى حرجاً عليك فيه لما ذكرته من الاضطرار، وأما إن كان غير ذلك فقد علمت ما فيه من الإثم، وبالتالي فالواجب أن تنأي عنه وتبحثي عن وسيلة للعيش لا يكون فيها مثل هذا الوعيد الشديد.
والله أعلم.