الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إسداء النصيحة للصديق المدخن والدراسة في الجامعة المختلطة

السؤال

من فضلكم لدي صديق مدخن ولا يحافظ على الصلاة في الوقت ووجدت في موقع إحدى الجامعات في مكة (العربية السعودية ) أن الطالب الأجنبي يمكنه تقديم ملف ترشيح للدراسة في إحدى التخصصات الذي يشبه تخصص صديقي،ولكني متردد في إخباره بذلك أم لا ، فتارة أقول إن هذا في مصلحته عساه يصلح أمره ، وتارة أقول إني بهذا أساعده على تلويث هواء مكة ، وربما اقتدى به آخرون هناك.
أرشدوني من فضلكم ، ( ومعذرة عن كثرة أسئلتي )؟
ملاحظة :
أخوكم يدرس في جامعة مختلطة، وحاولت مراراً الدراسة في بلاد لا اختلاط في جامعتها مثل العربية السعودية ولكنهم يرفضون قبول ترشيحي في تخصصي ( الطب) ، بينما المعاهد الخصوصية تفرض رسوما ولا تعطي منحا ولا سكنا فأفيدوني إن أمكن عبر بريدي الالكتروني وجزاكم الله خيراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب عليك أولاً أن تنصح صديقك هذا بالمحافظة على الصلاة في وقتها، والابتعاد عن التدخين لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:" الدين النصيحة قلنا: لمن ؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " رواه مسلم .

فإن تبين لك عدم إفادة النصح فيه فالواجب أن تهجره تأديباً له، فإن لم يفد ذلك فلا خير لك في صحبته، بل عليك أن تبتعد عن صحبته ومجالسته لما يترتب على ذلك من مخاطر وأضرار.

وفيما يتعلق بموضوع سؤالك، فإنه ينبغي مراعاة ما يغلب على الظن مما سيكون عليه حاله إذا التحق بتلك الجامعة. فإن ترجح عندك أنه سيرعوي ويثوب إلى رشده ويتأثر بما سيكون عليه الحال في تلك البلاد المقدسة فإن إخباره بالأمر يكون ـ حينئذ ـ من باب دعوته ونصحه . وإن غلب على ظنك الجانب الآخر فلا داعي إلى إخباره، لما قد يجلب لذلك البلد من الضرر.

وفي موضوع الجامعة المختلطة ، فإذا كنت مضطرا إلى الدراسة فيها فالواجب أن تتقي الله تعالى وتحافظ على دينك بغض البصر والبعد عن مواطن الفتنة قدر استطاعتك ، وأن تتخذ لك رفقة صالحة خيرة تجتمع بهم وتتعاون معهم على الخير، وإذا استطعت أن تتزوج وأنت ما زلت طالباً كان ذلك من أحسن ما تصون به نفسك ، وعليك أن تكثر من ذكر الله تعالى ، وسؤاله التثبيت، وصرف قلبك إلى طاعته .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني