الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يتوجب على من تصرف في حوالة نقدية يجهل مصدرها

السؤال

عندما كنت طالبا كنت أتلقى حوالات مالية للعديد من الطلاب زملائي على حسابي وفي إحدى المرات طلب مني أحد الزملاء أن يحول نقودا عبر حسابي وعندما حول له أهله النقود راجعت معه البنك لمدة أكثر من ستة أشهر والبنك كان يقول لنا لا يوجد حوالة كان يتصل بأهله ويقولون حولنا سئمنا من ذلك وبعد فترة طويلة بخمسة أو ستة أشهر دخل على حسابي مبلغ 500 دولار ولم يكن المصدر محددا من أين الحوالة، والمبلغ الذي انتظره زميلي هو 1500 قالوا له أهله أنهم حولوا ثلاثة حوالات بـ 500 دولار، سحبت المبلغ وانتظرت مدة أكثر من أربعة أشهر ولم أتصرف به وطلبت من زميلي بالقدوم والاستفسار من أهله عن الحوالات خاصة إلا أنه لم يفعل شيئا وأنا بعد فترة انفقت النقود هذه إلا أنني راجعت البنك عدة مرات لمعرفة المصدر لم يتسنى لي معرفة المصدر وعرضت على زميلي وكالة خاصة لمتابعة الحوالات الضائعة إلا أنه رفض وأنا لا أعرف مدى حلال هذا المبلغ وإن كنت ملزما بدفع هذا المبلغ لشخص ما وهذا الأمر مر عليه أكثر من 12 سنة والضمير يذكرني بذلك بشكل مستمر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيما يخص جواب هذا السؤال فإنك ذكرت أنه قد دخل حسابك مبلغ 500 دولار، لا تعرف الجهة المصدرة لها، وأن المبلغ الذي قال زميلك إنه قد حول له هو 1500 دولار، قال أهله إنهم حولوها في ثلاث حوالات بـ 500 دولار لكل حوالة، فهذا يدل بوضوح على أن المبلغ الذي وجدته هو من الحوالات المرسلة إلى زميلك، ما لم توجد قرينة خارجة عما ذكرته تبعد هذا الاحتمال، أو تتحقق أنه قد حول إليك من جهة أخرى، وعلى أية حال فإن الأمر تُمكِن متابعته بسهولة، ابتداء من الجهة التي أودع عندها أهل زميلك ما كانوا قد أرسلوه إليه، إلى أن تعرف الوجهة التي سلكتها تلك الحوالات إن كانت -حقاً- قد أرسلت إليه، وإذا تحققت في نهاية الأمر أنها ليست لزميلك -قطعاً- فلا حرج عليك في تصرفك فيها، على أنك إذا لقيت صاحبها يوما من الدهر كان مفروضاً عليك أن تسلمها له.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني