الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاقتداء بالإمام وحكم السلام عمدا قبل إتمام الصلاة

السؤال

دخلت المسجد بعد العشاء فوجدت صلاة جماعة قائمة فصليت معهم فقرأ الإمام في الركعة الأولى والثانية ثم سلم بعد الثالثة فظننت أنه نسي الرابعة وسلمت خلفه وبعد الانتهاء من الصلاة وبسؤاله قال إنه كان يصلي المغرب فقمت وأتيت بركعة ثم سلمت فهل صلاتي صحيحة أم علي أن أعيدها؟؟.
وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الراجح هو جواز الاقتداء وصحة الصلاة مع اختلاف نية الإمام والمأموم في الصلاة كما سبق توضيحه في الفتوى رقم:24949، قال النووي في المجموع: ولو صلى الظهر خلف المغرب جاز باتفاق، ويتخير إذا جلس الإمام في التشهد الأخير بين مفارقته لإتمام ما عليه وبين الاستمرار معه حتى يسلم الإمام ثم يقوم المأموم إلى ركعته كما قلنا في القنوت والاستمرار أفضل. انتهى.

ولا فرق في الحكم بين اقتداء من يصلي الظهر بمن يصلي المغرب وبين من يصلي العشاء خلف من يصلي المغرب كما هو الحال في هذه المسألة كما لا يؤثر على صحة صلاة المأموم هنا ظنه أن الإمام في العشاء وهو في نفس الأمر يصلي المغرب ما دام المأموم ينوي صلاة معينة وهي العشاء، لكن الذي قد يؤثر على صلاته هو سلامه من ثلاث وهو يعلم أن صلاته لم تنته فإن الفقهاء ذكروا أن من سلم قبل انتهاء صلاته وهو يعلم ذلك بطلت صلاته. قال في الفواكه الدواني شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني: وأما لو سلم عالما عدم إتمامها أو شاكا في إتمامها ولم يكن مستنكحا فإن صلاته تبطل. قال خليل مشبها في البطلان كمسلم شك في الإتمام ثم ظهر الكمال على الأظهر وأولى لو تبين عدم الكمال أو لم يظهر شيء. انتهى. ومن هذا يتبين أن الاخ السائل هنا عليه إعادة صلاته لأنها بطلت بمجرد سلامه قبل انتهائها من غير سهو ولا نسيان ولا جهل يعذر به، ولا ينفعه تدارك الركعة الرابعة هنا لأنه سلم وهو يعلم أن صلاته لم تتم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني