الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى قاعدة (يختار أهون الشرين)

السؤال

ما معنى (يختار أهون الضررين)، وما هي أهم المصادر التي يمكن الرجوع إليها لفهم هذه القاعدة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد تقرر في الشريعة قاعدة نصها: الضرر يزال، ودليلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضرر ولا ضرار. رواه أحمد والبيهقي. ولإزالة الضرر حالتان:

الأولى: أن يزال من غير أن يترتب على إزالته ضرر آخر فيزال.

الثانية: أن يترتب على إزالته ضرر آخر. وهذه الحالة لها ثلاث مراتب:

الأولى: أن يكون الضرر الثاني أكبر من الأول، فلا يزال ضرر بأكبر منه.

الثاني: أن يكون الضرر الثاني مساوياً للأول، فلا يدفع ضرر بمثله.

الثالث: أن يكون الضرر الثاني أخف من الأول فيزال، ويعبر العلماء عن هذه المرتبة بما ذكرته في سؤالك، وبعضهم يعبر بقوله: الأشد يزال بالأخف، وبعضهم يعبر بقوله: يختار أهون الشرين، والمسمى واحد وإن اختلف التعبير.

ومن ذلك أن لا يكون هناك ضرر قد وقع ولكن اضطر الإنسان إلى شيء ما ولا يستطيع تحقيقه إلا بارتكاب ضررين أحدهما أعظم من الثاني فإن عليه أن يرتكب أخفهما ضرراً، وأحسن من تكلم عن ذلك الإمام عز الدين بن عبد السلام في كتابه: قواعد الأحكام في مصالح الأنام، وكتابه الآخر: القواعد الصغرى، والإمام الشاطبي في الموافقات، والقرافي في الفروق وغيرهم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني