الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العيش مع الجدة بطلب من الأب هل يعد عقوقا للأم

السؤال

توفي جدي منذ ثلاث سنوات واضطررت للعيش مع جدتي (أم والدي) بطلب من أبي لأنها تعيش وحيدة وقد ساعدني ذلك لان موقع كليتي قريب من بيت جدتي لكن في العام الأخير أصبحت أشعر أني مقصرة مع أمي لأني لا أعيش معها رغم أنها كل يوم تقريبا تأتي عند جدتي وقد تكلمت معها في الموضع و قالت لي إنها لا تمانع لكن فقط هي أحيانا تحتاج لمساعدتي و لا أستطيع الذهاب نظرا لأن والدي يسكنان في منطقة تبعد عن المدينة ب13 كيلو مترا ...فهل ابتعادي عن أمي يعتبر عقوقا لها أفيدوني جزاكم الله خيرا بالتفصيل فانا أعاني كثيرا من هذا الموضوع..و بارك الله فيكم على مجهوداتكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من شك في أن الأم حقها عظيم، فقد قال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً {الإسراء:23}، وقال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً {الأحقاف:15}، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رجل: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك، ثم أدناك أدناك. رواه مسلم.

ولكن ما ذكرته من العيش مع جدتك أم والدك بطلب من أبيك؛ لأنها تعيش وحيدة...، وأن أمك تأتيكم كل يوم عند جدتك، وقد قالت لك إنها لا تمانع في سكنك مع الجدة...، كلها أمور تبعدك من أن توصفي بالعقوق.

ولكنك إذا وجدت فرصة لزيارة الأم من حين لآخر، لما بينته من الحاجة إلى مساعدتك، دون أن يخل ذلك بأمر الجدة، كان ذلك أقرب إلى الصواب والجمع بين إرضاء الجميع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني