السؤال
أنا طالبة ولم أعد في الفترة الأخيرة قادرة على أن أعيش حياتي المعتادة بل صرت أعاني من اكتئاب شديد في حالات كثيرة . وقد كان علي واجبات دراسية ظننت أنني أكملتها كلها ، ثم تبين لي بعد أيام من تسليم الأوراق أنني تركت الإجابة على أسئلة مهمة جدا فيها ، وأنا حزينة ولم أعهد ذلك في نفسي من قبل وأنا أحاول الصبر على هذه الشدة والاستمرار على الامتثال بأوامر الله بالصلاة والصوم وتلاوة القرآن ونحو ذلك . ولكني مكتئبة جدا ولا أستطيع النوم في الليل بل ولا أستطيع أن آكل في اليوم ثلاث مرات ولا أدري ماذا أفعل ؟ وأنا في الحقيقة أحب ربي وأخشاه وأؤمن أنه لا ينبغي لي الكسل ولا اليأس مما حدث وقد قرأت الفتاوى المتعلقة بالشدة واليأس والرجاء ونحو ذلك فأرجو منكم أن تذكروا لي شيئا تنصحوني به للثبات على فعل ما هو صواب . وقد اقترب موعد اختبارات نهاية العام لكن عدم إنجازي واجباتي الدراسية مؤخرا يقلقني حتى صرت لا أستطيع التركيز في الموااد الدراسية الأخرى وأنا لا أنكر أنني قد ارتكبت ذنوبا في حياتي ، فماذا أفعل حتى يبارك الله لي ويغفر لي ذنوبي ويعينني ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلمي أيتها الأخت السائلة أن مفتاح السعادة في خزانة طاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فمن أطاع الله وأطاع رسوله ففعل الفرائض واجتنب المحرمات فإنه يسعد في الدنيا فيذهب عنه القلق والاكتئاب ، ويسعد في الآخرة قال الله تعالى :"فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُون" ( الأنعام الآية 48 ) وقال تعالى :" أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوب" ( الرعد الآية 28 ) .
فاحرصي على فعل الطاعات واحذري أشد الحذر من الذنوب كبيرها وصغيرها فإنها سبب كل قلق واكتئاب.
كما أنه لا ينبغي للمؤمن أن يعطي الدنيا أكثر من حجمها ، فالحزن الشديد على فوات أمر من أمور الدنيا قد يكون علامة على تعلق القلب بها ، فلا داعي للحزن الشديد والاكتئاب لأجل فوات الإجابة عن بعض الواجبات الدراسية وابذلي جهدك فيما يستقبلك من الدراسة والامتحان واعلمي أن الدنيا لا يدوم فيها نجاح ومن لم يتذوق طعم الفشل أحياناً لم يعرف قيمة النجاح وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم :" حق على الله أن لا يرتفع شيء لا وضعه" رواه البخاري . فينبغي للمسلم أن يحرص على ما ينفعه ومع ذلك ليوطن نفسه على أنه قد يصيبه الفشل وليعلم أن كل شيء بقضاء الله وقدره ، وأن الخسران الحقيقي هو خسران الآخرة والعياذ بالله .
والله أعلم.