الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من سنن الله الكونية كثرة أهل الباطل وقلة أهل الإيمان

السؤال

لماذا من بين 5 مليار نسمة هم تعداد العالم لا يوجد سوى 1 مليار مسلم حتى من 1 مليار مسلم منهم من لا يعرف عن الإسلام سوى اسمه و الموحدون العابدون لله قلة مستضعفون متى يعز دين الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمن سنن الله تعالى في هذا الكون كثرة أهل الباطل والكفر وقلة أهل الحق والإيمان، قال تعالى: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ {يوسف:103}.

قال ابن كثير في تفسيره: وإن كثيراً من الناس لفاسقون أي إن أكثر الناس خارجون عن طاعة ربهم مخالفون للحق ناكبون عنه، كما قال تعالى: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ. وقال تعالى: وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ . وقال أيضا: يخبر تعالى عن حال أكثر أهل الأرض، من بني آدم أنه الضلال، كما قال تعالى: وَلَقَدْ ضَلَّ قَبْلَهُمْ أَكْثَرُ الْأَوَّلِينَ، وقال تعالى: وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ. وهم في ضلالهم ليسوا على يقين من أمرهم، وإنما هم في ظنون كاذبة وحسبان باطل. انتهى

ولكن كثرة أهل الكفر والباطل لا تعني أن يستسلم أهل الحق للإحباط واليأس ويتقاعسوا عن نشر دينهم والدعوة إليه، فهناك من المبشرات ما يدعو للتفاؤل والأمل بكون المستقبل لهذا الدين، فعدد المسلمين في ازدياد مستمر والناس يدخلون في دين الله أفواجا من مختلف دول الكفر، وعلى المسلمين السعي في تحقيق وسائل نشر الإسلام والتمكين له في الأرض، ومن بين هذه الوسائل التزامهم بأوامر الله تعالى وتطبيقها في أنفسهم قبل دعوة غيرهم إليها، إضافة إلى القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى دين الله تعالى بحكمة كما قال تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ {النحل: 125}

وقال تعالى: الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ. {الحج:41}

كما أن السبيل لنصر المسلمين على أعدائهم واتصافهم بالعزة هو نصرة دينهم والذب عنه حتى يتحقق لهم وعد الله تعالى بنصرهم والتمكين لهم في الأرض، كما قال تعالى: وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ {الحج: 40}. وقال تعالى: كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ {المجادلة:21}

وللمزيد راجع الفتاوى التالية أرقامها: 32949، 96536، 71265، 63373.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني