الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل حول كيفية إخراج الزكاة

السؤال

لدي عدة أسئلة أرجو الإجابة عليها بارك الله فيكم.
لدي مبلغ من المال أعطيته لصديق لي لكي يتاجر به مع أمواله ولي فيه نسبة من الأرباح, ولكن صديقي هذا اشترط علي أن لا أطالبه بالمال أو الأرباح إلا بعد انتهاء الموسم أي مثلا بعد العيد الصغير, بعد العيد الكبير , بعد انتهاء موسم الصيف وهكذا بانتهاء كل موسم .
السؤال الأول: هو أني أزكي مالي في كل شهر رمضان وأنا الآن لا أعرف قيمة هذا المال هل نقص أو زاد فكيف أزكيه علما بأني أعرف كم أصبحت قيمته قبل ثلاثة أشهر قبل بداية شهر الصيف .
السؤال الثاني: أنا أعرف رأس المال فمثلا كنت نسبة أرباحي ألف دينار قبل الصيف فهل أزكي على المال الأصلي بحكم أن الألف التي زادت على رأس المال لم يحل عليه الحول ومنذ ثلاثة أشهر فقط أو أجمع مالي كله و أزكيه تجنبا للشبهة
السؤال الثالث: أنا كنت خارج البلاد العام الماضي ولمدة حوالي عشرة أشهر ولم أزك مالي هذا الذي هو عند صديقي التاجر وبعض المال المتبقي في البنك من مرتبي الخاص أي زكاة العام الماضي فكيف أزكي عن ذلك العام علما بأني لا أعلم قيمة أرباحي من التاجر وكم أصبح المبلغ في تلك الفترة.
السؤال الرابع: كنت لا أزكي على رأس المال بل أزكي قيمة الأرباح فقط كنت أعتقد أنه لا زكاة على رأس المال شأنه شأن سيارة الأجرة و شأن المحل التجاري بل الزكاة على المكاسب فقط ، فماذا أفعل الآن .
السؤال الخامس: اشتريت قطعة أرض لغرض البناء فدفعت نصف قيمة الأرض و النصف الآخر دفعه أبي (والدي) و كان بمحل الصدفة حيث إنه كان في ذلك اليوم لديه هذه القيمة من المال في البيت فقلت له آخدها وأكمل عليها من مالي وحين تريدها أردها إليك وإلى حد اليوم لم أردها له ووالدي لم يطلبها مني فهل أعتبرها دينا علي ولا أزكيها أم أعتبرها من مالي وأزكيها علما بأن المال متوفر والحمد لله أستيطيع ردها وإن رددتها الآن لا أستطيع أن أبني بيتي و أنا متزوج و أسكن مع العائلة في شقة صغيرة مفصولة فوق العائلة وأريد أن أبني لأترك الفرصة لإخوتي الآخرين في الشقة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيمكن أن نجمل أسئلتك فيما يلي:

1. أن مالك يحول حوله في رمضان، وأنت الآن لا تعرف قدره، فكيف يمكنك أن تزكيه؟

2. هل تزكَّي الأرباح قبل حولان الحول عليها أم تنتظر حتى يحول حولها؟

3. كيف زكاة أموال لم تزك في السنة الماضية؟

4. لم تكن تزكِّ رأس المال، بل الأرباح فقط، فكيف يُتدارك ذلك؟

5. هل الذي دفعه عنك أبوك يعتبر دينا عليك، وبالتالي فلا يزكَّى أم أنه ليس بدين وتجب فيه الزكاة؟

وحول النقطة الأولى، فإن العقد الذي بينك وبين صديقك يسمى قراضا، ومال القراض إذا كان حاضرا فإن مالكه يطلب من العامل إحصاءه، ثم يزكيه مباشرة ولا ينتظر انتهاء الشركة. وأما القراض الغائب الذي لا يستطاع معرفة قدره فإن مالكه يصبر حتى يلتقي بالعامل، ثم يقوم بإحصائه ويزكيه عن السنين الماضية، كما قال الشيخ خليل بن إسحاق المالكي –رحمه الله تعالى-: والقراض الحاضر يزكيه ربه إن أدارا أو العامل من غيره. وصبر إن غاب فيزكى لسنة الفصل ما فيها, وسقط ما زاد قبلها. وإن نقص فلكل ما فيها، وأزيد وأنقص قضي بالنقص على ما قبله...

وعن سؤالك الثاني فإن الأرباح تابعة للأصل ولا ينتظر بها حول جديد، ولك أن تراجع في هذا فتوانا رقم: 26658.

وتجب زكاة الأموال عن كل سنة إذا لم تكن زكاتها قد أخرجت وقت وجوبها. وفي هذا جواب على سؤالك الرابع.

وحول النقطة الخامسة، فإن أباك هو الذي يمكن أن يحدد ما إذا كان الذي دفعه عنك هو دين يريد استرجاعه أم أنه ليس كذلك، فاسأله لتعرف حكم المسألة وإن كان دينا يريد استرجاعه فإن لك أن تسقط ما يقابله وتزكي الباقي هذا بشرط ألا تكون عندك أموال غير زكوية من أرض أو مزرعة أو سيارة لا تحتاجها وكانت تفي بقيمة دين الوالد، فإن كان ذلك فزك جميع ما عندك من مال ولا تخصم منه دين الوالد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني