الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دفع الرشوة إذا لم يمكن استيفاء الحق إلا بها

السؤال

وقعت في مشكلة وأشعر بالأسى والحزن الشديد، ذلك أن أحد زملاء الدراسة في الماضي جاءني وطلب مني مبلغا من المال وهو يظن أني أملكه باعتبار أني أشتغل ولكني أجبته بكوني لا أملك إلا مبلغا صغيرا يمثل سبعا وعشرين بالمئة من المبلغ الذي يحتاجه وقلت له سأدينه إياك على أن تعيده متى استطعت. المشكل أن هذا الزميل تخرج منذ سنوات ولم يتحصل على عمل، وقد قال لي أثناء الحوار إنه بصدد جمع مبلغ يساوي أجر شهري عمل، يجمعه لأنه لا يملكه، ليقدمه لشخص ليدخله يعمل.
أثناء الحوار غيب عني الشيطان أن هذا رشوة لذا وعدته بمنحه تقريبا كل المبلغ الذي أملك ليستعين به لأني عادة لا أرد من يحتاجني، ثم اكتشفت بعد ذلك أن هذا حرام رشوة ولكن رغم ذلك أعطيته إياه ولم أجترئ على رده .
هذا الزميل على دين ولا أظنه دفع الرشوة استحلالا لها وإنما مضطرا ليحصل على العمل خاصة وأنها أصبحت منتشرة.
الرجاء توجيهي ومساعدتي فأنا في هم وغم. شكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد عظم الإسلام حرمة الرشوة، واعتبرها من كبائر الذنوب التي يستحق صاحبها اللعنة والطرد من رحمة الله عز وجل، ففي الترمذي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي.

لكن أهل العلم نصوا على أنه إذا كان للإنسان حق لا يستطيع أن يستوفيه إلا بها جازت في حقه، وحرمت على المرتشي.

وعليه، فإن كنت تعلم أن زميلك هذا أهل للعمل الذي يريد التوظيف فيه، ولم يقدم بسب دفعه للرشوة على من هو أحسن منه كفاءة أو مساو له فإنه يجوز لك مساعدته بالمبلغ الذي طلبه منك، ولو كان سيدفعه رشوة؛ لأن هذا والحالة هذه مساعدة للمرء على نيل ما هو حق له، وليس من التعاون على الإثم والعدوان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني