[ ص: 120 ] ذكر حديث زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل، وما في حديثهما من آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا قال، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان أحمد بن [ ص: 121 ] عبيد الصفار، [قال]: حدثنا قال: حدثنا أبو سعيد السكري، إسماعيل.
(ح) وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال: حدثني قال: حدثنا علي بن حمشاذ العدل، محمد بن إسماعيل بن مهران، قال: حدثنا إسماعيل بن مسعود الجحدري، ومحمد بن عبد الله بن بزيع، قالا: حدثنا الفضيل بن سليمان، قال: حدثنا قال: حدثني موسى بن عقبة سالم، عن ابن عمر قال: " زيد بن عمرو بن نفيل بأسفل بلدح، وذلك قبل [ ص: 122 ] أن ينزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي.
فقدمت إليه سفرة فأبى زيد أن يأكل منها.
وقال زيد: إنا لا نأكل مما تذبحون على أنصابكم.
ولا نأكل إلا مما ذكر اسم الله عليه، وإن زيد بن عمرو كان يعيب على قريش ذبائحهم، ويقول: الشاة خلقها الله تعالى، وأنزل لها من السماء ماء، وأنبت لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم الله تعالى؟ إنكارا لذلك، وإعظاما له " لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم رواه البخاري في الصحيح، عن محمد بن أبي بكر، عن فضيل بن سليمان.
قال البخاري: وقال قال: حدثني موسى بن عقبة فذكر الحديث الذي أخبرنا سالم بن عبد الله أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرني أبو أحمد الحافظ قال: حدثني أحمد بن محمد بن الحسن، قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو مصعب أحمد بن أبي بكر، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن دينار، عن عن موسى بن عقبة، ولا أعلمه إلا عن أبيه " أن سالم بن عبد الله، زيد بن عمرو بن نفيل خرج إلى الشام يسأل عن الدين ويتبعه، فلقي عالم اليهود، فسأله عن دينه، فقال: إني لعلي أن أدين بدينكم [ ص: 123 ] ، فأخبروني عن دينكم، وقال له اليهودي: إنك لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من غضب الله تعالى.
قال: ما أفر إلا من غضب الله، وما أحمل من غضب الله شيئا أبدا، ولا أستطيع فهل تدلني على دين ليس فيه هذا؟ قال: ما أعلم إلا أن تكون حنيفا.
قال: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم عليه السلام، لم يكن يهوديا ولا نصرانيا، وكان لا يعبد إلا الله، فخرج من عندهم فسأل عن عالم النصارى، فقال: لعلي أن أدين بدينكم، فأخبروني عن دينكم.
قال: إنك لن تكون على ديننا حتى تأخذ بنصيبك من لعنة الله، فقال: لا أحمل من لعنة الله شيئا أبدا.
وأنا أستطيع، فهل تدلني على دين ليس فيه هذا؟ قال: ما أعلم إلا أن تكون حنيفا.
قال: وما الحنيف؟ قال: دين إبراهيم، لم يكن يهوديا ولا نصرانيا، ولكن كان حنيفا مسلما.
فخرج من عندهم وقد رضي بما أخبروه، واتفقوا عليه من شأن إبراهيم.
فلما برز رفع يديه إلى الله تعالى، وقال: إني أشهدك أني على دين إبراهيم ".