الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                        صفحة جزء
                                        حدثنا أبو عبد الله الحافظ، قال: حدثنا أبو عبد الله بن بطة الأصبهاني، قال: حدثنا الحسن بن الجهم، قال: حدثنا الحسين بن الفرج، قال: حدثنا محمد بن عمر قال حدثني جعفر بن محمد بن خالد بن الزبير، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال: كان إسلام خالد يعني ابن سعيد بن العاص قديما، وكان أول إخوته أسلم، وكان بدو إسلامه أنه رأى في النوم أنه وقف به على شفير النار، فذكر من سعتها ما الله أعلم به، ويرى في النوم كأن أباه يدفعه فيها، ويرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بحقويه لا يقع.

                                        ففزع من نومه [ ص: 173 ] ، فقال: أحلف بالله أن هذه لرؤيا حق فلقي أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه فذكر ذلك له، فقال أبو بكر: أريد بك خير.

                                        هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعه فإنك ستتبعه وتدخل معه في الإسلام، والإسلام يحجزك أن تدخل فيها.

                                        وأبوك واقع فيها.

                                        فلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بأجياد، فقال: يا محمد، إلى من تدعو؟ فقال: "أدعو إلى الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وتخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع ولا يدري من عبده ممن لم يعبده" .

                                        قال خالد: فإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامه.

                                        وتغيب خالد، وعلم أبوه بإسلامه فأرسل في طلبه، فأتى به فأنبه وضربه بمقرعة في يده حتى كسرها على رأسه، وقال: والله لأمنعنك القوت.

                                        فقال: خالد إن منعتني فإن الله يرزقني ما أعيش به.

                                        وانصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يلزمه ويكون معه.


                                        التالي السابق


                                        الخدمات العلمية