أخبرنا أبو عبد الله، قال: حدثنا أبو العباس، قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا يونس عن قال: حدثني ابن إسحاق إسماعيل بن أبي حكيم مولى الزبير , أنه حدث أنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فيما تثبته - فيما [ ص: 152 ] أكرمه الله تعالى به من نبوته: " يا ابن عم، تستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك؟ فقال: نعم , فقالت: إذا جاءك فأخبرني. خديجة بنت خويلد
فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، عندها إذ جاء جبريل، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "يا خديجة هذا جبريل" .
فقالت: أتراه الآن؟ قال: "نعم" .
قالت: فاجلس إلى شقي الأيمن، فتحول فجلس، فقالت هل تراه الآن؟ قال: "نعم" .
قالت فاجلس في حجري فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس.
فقالت: هل تراه الآن؟ قال: "نعم" .
فتحسرت رأسها فألقت خمارها ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في حجرها، فقالت هل تراه الآن؟ قال: "لا" .
قالت: ". ما هذا شيطان إن هذا لملك يا ابن عم، فاثبت وأبشر، ثم آمنت به وشهدت أن الذي جاء به الحق عن
قال فحدثت ابن إسحاق: عبد الله بن الحسن هذا الحديث، فقال: قد سمعت تحدث بهذا الحديث عن فاطمة بنت الحسين خديجة إلا أني سمعتها تقول: أدخلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بينها وبين درعها فذهب عند ذلك جبريل عليه السلام قلت: وهذا شيء كانت خديجة رضي الله عنها تصنعه تستثبت به الأمر احتياطا لدينها وتصديقها، فأما النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان قد وثق بما قال له جبريل وأراه من الآيات التي ذكرناها مرة بعد أخرى وما كان من تسليم الشجر والحجر عليه، وما كان من إجابة الشجر لدعائه وذلك بعدما كذبه قومه وشكاهم إلى جبريل عليه السلام فأراد أن يطيب قلبه.