[ ص: 188 ] قال ثم قال ابن إسحاق: أبو طالب في شعر قاله حين أجمع لذلك من نصرة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه، والدفاع عنه على ما كان من عداوة قومه:
والله لن يصلوا إليك بجمعهم حتى أوسد في التراب دفينا فامضي لأمرك ما عليك غضاضة
أبشر وقر بذاك منك عيونا ودعوتني وزعمت أنك ناصحي
فلقد صدقت وكنت قبل أمينا وعرضت دينا قد عرفت بأنه
من خير أديان البرية دينا لولا الملامة أو حذاري سبة
لوجدتني سمحا بذاك مبينا
وذكر لأبي طالب في ذلك أشعارا" وفي كل ذلك دلالة على أن الله عز وجل عصمه بعمه، مع خلافه إياه في دينه، وقد كان يعصمه حيث لا يكون عمه بما شاء، لا معقب لحكمه وقد أخبرنا أبو الحسين بن بشران العدل، ببغداد قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن دنوقا قال: أخبرنا قال: أنبأنا زكريا بن عدي معتمر بن سليمان.
(ح) , وأخبرنا أبو عبد [ ص: 189 ] الله الحافظ قال: أخبرني أحمد بن محمد بن صالح السمرقندي، قال: حدثنا محمد بن نصر، قال: حدثنا قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ، المعتمر.
(ح) , وأخبرنا أبو عبد الله قال: حدثني أحمد بن محمد بن سلمة العنزي، وأخبرنا قال: أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي أبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس العنزي، قال: حدثنا عثمان بن سعيد الدارامي، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا عن أبيه قال: حدثني المعتمر بن سليمان، نعيم بن أبي هند، عن أبي حازم، عن قال: أبي هريرة أبو جهل: هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم؟ فقيل: نعم , فقال: واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقبته ولأعفرن وجهه في التراب.
فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ليطأ على رقبته فما فجئهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه، ويتقي بيديه.
فقيل له: ما لك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقا من نار. قال
زاد أبو عبد الله: وهولا، وأجنحة , ثم اتفقا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا" .
قال: وأنزل الله عز وجل لا أدري في حديث أو شيء بلغه أبي هريرة كلا إن الإنسان ليطغى إلى قوله إن كذب وتولى يعني أبا جهل فليدع ناديه قومه.
سندع الزبانية الملائكة هذا لفظ حديث مسدد ولم يذكر ابن بشران نزول الآية " [ ص: 190 ] رواه مسلم في الصحيح عن عبيد الله بن معاذ ومحمد بن عبد الأعلى.