أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، قالا: أخبرنا وأبو زكريا بن أبي إسحاق المزكي، أبو عبد الله محمد بن يعقوب، قال: حدثنا قال: أخبرنا محمد بن عبد الوهاب قال: أخبرنا جعفر بن عون أبو عيسى، عن القاسم قال: في رهط من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أرض عبد الله بن مسعود الحبشة في البحر وكان [ ص: 299 ] بها سوق يبيعون ويشترون، فانطلق خرج وحده، وأخذ ما معه فقال له صاحب منزله: إني أراك تنطلق وحدك، وإني أحذرك رجلا بلغ من شره لا يلقى غريبا إلا ضربه أو قتله وأخذ ما معه. عبد الله
قال: ثم وصف لي صفة الرجل، فلما جئت السوق عرفته بالصفة فجعلت أستخفي منه بالناس لا يأخذ طريقا إلا أخذت غيره حتى بعت ما معي بدينارين، ثم إني غفلت غفلة فلم أشعر إلا وهو قائم على رأسي قد أخذ بيدي فجعل يسألني ما معك؟ قال: قلت له: أتجعل لي إن يخلي سبيلي أعطك ما معي؟ قال: وكم معك؟ قلت: ديناران قال: زدني، قلت: ما بعت إلا بهما قال: زدني قال: فبينما هو إذ بصر به رجلان وهما على تل فانحطا نحوه، فلما رآهما خلى سبيلي وهرب، فجعلت أناديه هاك الدينارين.
فقال: لا حاجة لي فيهما واتبعا ورجعت إلى أصحابي ".