أخبرنا أبو الحسين بن الفضل قال: أخبرنا أبو بكر بن عتاب، قال: حدثنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة، قال: حدثنا قال: حدثنا ابن أبي أويس، إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه أظنه عن موسى بن عقبة، الزهري قال: " وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقلب وجهه في السماء وهو يصلي نحو وصرفت القبلة نحو المسجد الحرام في رجب على رأس ستة عشر شهرا من مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة، بيت المقدس، فأنزل الله عز وجل حين وجهه إلى البيت الحرام سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وما بعدها من الآيات، فأنشأت اليهود، تقول: قد اشتاق الرجل إلى بلده، وبيت أبيه، وما لهم حتى تركوا قبلتهم يصلون مرة وجها ومرة وجها آخر.
وقال رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: فكيف بمن مات منا وهو يصلي قبل بيت المقدس أتبطل صلاته؟ ففرح بذلك المشركون، وقالوا: إن محمدا قد التبس عليه أمره، ويوشك أن يكون على دينكم، فأنزل الله عز وجل في هؤلاء [ ص: 575 ] تلك الآيات التي ذكر فيها قول السفهاء ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرؤوف رحيم ".