باب ما يبشر به الميت عند الموت ، وثناء الملكين عليه .
160 - أنا عن أسامة بن زيد ، رفع الحديث إلى بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال : " سعد بن إبراهيم ، إذا فنيت أيام الدنيا عن هذا المؤمن بعث الله إلى نفسه من يتوفاها قال : فقال صاحباه اللذان يحفظان عليه عمله : إن هذا قد كان لنا أخا وصاحبا ، وقد حان اليوم منه الفراق ، فأذنوا لنا ، أو قال : دعونا نثني على أخينا ، فيقال : أثنيا عليه ، فيقولان : جزاك الله عنا خيرا ، ورضي عنك ، وغفر لك ، وأدخلك الجنة ، فنعم الأخ كنت والصاحب ، ما كان أيسر مؤنتك ، وأحسن معونتك على نفسك ، ما كانت خطاياك تمنعنا أن نصعد إلى ربنا ، ونسبح بحمده ، ونقدس له ، ونسجد له ، ويقول الذي يتوفى نفسه : اخرج أيها الروح الطيب إلى خير يوم مر عليك ، فنعم ما قدمت لنفسك ، اخرج إلى الروح والريحان ، وجنات النعيم ، ورب عليك غير غضبان ، وإذا فنيت أيام الدنيا عن العبد الكافر بعث إلى نفسه من يتوفاها ، فيقول صاحباه اللذان كانا يحفظان عليه عمله : إن هذا قد كان لنا صاحبا ، وقد حان منه فراق فأذنوا لنا ، أو دعونا ، نثني على صاحبنا ، فيقول : أثنيا عليه ، فيقولان : لعنة الله وغضبه عليه ، ولا غفر له ، وأدخله النار ، فبئس الصاحب ، ما كان أشد مؤنته ، وما كان يعين على نفسه ، إن كانت خطاياه وذنوبه لتمنعنا أن نصعد إلى ربنا ، فنسبح له ، ونقدس له [ ص: 41 ] ونسجد له ، فيقول الذي يتوفى نفسه : اخرج أيها الروح الخبيث إلى شر يوم مر عليك ، فبئس ما قدمت لنفسك ، اخرج إلى الحميم ، وتصلية الجحيم ، ورب عليك غضبان " .