الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
411 - نا نعيم قال : نا ابن المبارك قال : أنا أبو بكر الهذلي ، عن سعيد بن جبير ، عن عبد الله بن مسعود قال : " يحاسب الناس يوم القيامة ، فمن كانت حسناته أكثر من سيئاته بواحدة دخل الجنة ، ومن كانت سيئاته أكثر من حسناته بواحدة دخل النار " [ ص: 124 ] ، ثم قرأ فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم ثم قال : " إن الميزان يخف بمثقال حبة ، أو يرجح ، قال : ومن استوت حسناته وسيئاته كان من أصحاب الأعراف ، فوقفوا على الصراط ، ثم عرفوا أهل الجنة ، وأهل النار ، فإذا نظروا إلى أهل الجنة نادوا سلام عليكم ، وإذا صرفوا أبصارهم إلى يسارهم نظروا إلى أصحاب النار ، قالوا : ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين فتعوذوا بالله من منازلهم ، قال : فأما أصحاب الحسنات فإنهم يعطون نورا يمشون به بين أيديهم وبأيمانهم ، ويعطى كل عبد يومئذ نورا ، وكل أمة نورا ، فإذا أتوا على الصراط سلب الله نور كل منافق ومنافقة ، فلما رأى أهل الجنة ماذا لقي المنافقون قالوا : أتمم لنا نورنا وأما أصحاب الأعراف فإن النور كان في أيديهم ، ومنعتهم سيئاتهم أن يمضوا بها ، فبقي في قلوبهم الطمع ، إذ لم ينزع النور من أيديهم ، فبذلك يقول الله تبارك وتعالى : لم يدخلوها وهم يطمعون فكان الطمع النور في أيديهم ، ثم أدخلوا بعد ذلك الجنة ، وكانوا آخر أهل الجنة دخولا " ، قال : وقال ابن مسعود وهو على المنبر : " إن العبد إذا عمل حسنة كتب له بها عشرا ، وإذا عمل سيئة لم يكتب عليه إلا واحدة ، ثم يقول : هلك من غلبت وحداته أعشاره " . [ ص: 125 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية