فإذا أفضتم من عرفات ) الآية . تأويل قوله تعالى : (
قال الله جل ثناؤه : ( فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين ) .
قال أحمد : وكان ذلك دليلا أنه عز وجل قد أمرهم بوقوف عرفة قبل إفاضتهم منها ، غير أنا لم نجده ذكر لنا ابتداء ذلك الوقوف ، أي وقت هو في كتابه ؟ وبينه لنا بفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما :
1378 - قد حدثنا ، قال حدثنا الربيع بن سليمان المرادي قال حدثنا أسد بن موسى ، ، قال حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، في حديثه عن حجة النبي صلى الله عليه وسلم ، جابر بن عبد الله بمنى ، مكث قليلا حتى طلعت الشمس ، فركب ، وأمر بقبة من شعر ، فنصبت له بنمرة ، فسار ، ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام ، كما كانت قريش تصنع في الجاهلية ، فأجاز حتى أتى عرفة ، فوجد القبة قد ضربت له بنمرة ، فنزل بها حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء ، فرحلت له ، فركب حتى أتى بطن الوادي ، فخطب الناس . أن النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى الصبح يوم عرفة
ففي هذا الحديث أن دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عرفة كان بعد زوال الشمس من يوم عرفة ، وقد روي عن في رواح رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها ، أنه كان كذلك كما : عبد الله بن عمر
1379 - قد حدثنا نصر بن مرزوق ، قال حدثنا خالد بن بزار الأيلي ، قال حدثنا قال : أخبرني نافع بن عمر الجمحي ، سعيد بن حسان ، قال : الحجاج إلى يوم عرفة ، متى راح النبي صلى الله عليه وسلم هذا اليوم ؟ قال : إذا كانت تلك الساعة رحت فأرسل إليه ابن عمر الحجاج رسولا ، وقال : اجلس معه ، حتى إذا راح ، فأخبرني .
[ ص: 132 ] قال : فقال : ارتحلوا قالوا : لم تزغ الشمس ؟ قال : فجلس ، ثم قال : ارتحلوا قالوا : لم تزغ الشمس ، فجلسوا حتى راح حين زاغت الشمس . ابن عمر أرسل
1380 - وكما قد حدثنا ، قال حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال أخبرنا سعيد بن أبي مريم ، قال : أخبرني نافع بن عمر سعيد بن حسان ، فذكر مثله سواء .
وقد روي عن ، وعن سالم بن عبد الله بن عمر ، عن الزهري ، في الرواح إليها كذلك أيضا كما : عبد الله بن عمر
1381 - قد حدثنا ، قال حدثنا يزيد بن سنان بشر بن عمر الزهراني ، ، قالا : حدثنا وعبد الله بن مسلمة القعنبي - واللفظ مالك بن أنس لبشر - عن ، عن ابن شهاب ، قال : سالم بن عبد الله إلى عبد الملك بن مروان الحجاج : أن لا تخالف في شيء مما أمر به من شأن الحج ، فلما كان يوم عرفة جاءه ابن عمر حين زالت الشمس وأنا معه ، فصرخ به عند سرادقه أين هذا ؟ فخرج عليه عبد الله بن عمر الحجاج وعليه ملحفة معصفرة ، فقال : يا مالك أبا عبد الرحمن ؟ قال : الرواح إن كنت تريد السنة . قال : هذه الساعة ؟ قال : نعم . قال : فأنظرني أفيض على ماء ، ثم أخرج فنزل حتى خرج عبد الله بن عمر الحجاج ، فسار بيني وبين أبي ، فقلت له : إن كنت تريد السنة اليوم فاقصر الخطبة ، وعجل الصلاة ، فجعل ينظر إلى كي يسمع ذلك منه ، فلما رآه عبد الله بن عمر ، قال : صدق . عبد الله كتب
وفي هذا الحديث حبس من المناسك قد ذكرناه فيما قبل من كتابنا هذا ، وهو الحجاج وعليه معصفرة ، وهو يومئذ محرم ، فلم ينكر ذلك خروج عليه ، فدل ذلك على أن عبد الله لم يكن يرى العصفر من الطيب الذي يحرمه الإحرام على المحرم . ابن عمر
1382 - وكما حدثنا عبيد بن محمد البزار ، قال حدثنا ، قال حدثنا أحمد بن صالح قال أخبرنا عبد الرزاق ، معمر ، عن ، قال : الزهري إلى عبد الملك الحجاج : [ ص: 133 ] أن اقتدي بابن عمر في مناسكك قال : فأرسل إليه يوم عرفة ، إذا أردت أن تروح فأذنا .
قال : فجاء هو وسالم ، قال وأنا معهما ، حين زاغت الشمس ، فوقف الزهري بفنائه ، فقال : ما تحبسه ، فلم يلبث أن خرج ابن عمر الحجاج ، فقال : إن أمير المؤمنين كتب إلي أن أقتدي بك ، وأن آخذ عنك . فقال له سالم : إن أردت السنة فأوجز الخطبة والصلاة . كتب
قال : وكنت يومئذ صائما ، فلقيت من الحر شدة قال الزهري فقلت عبد الرزاق : لمعمر : أسمع من الزهري ؟ قال : سمع منه حديثين . ابن عمر