ماذا تقول لأفراخ بذي أمج زغب الحواصل لا ماء ولا شجر [ ص: 38 ] ألقيت كاسيهم في قعر مظلمة
فاغفر هداك مليك النار يا عمر أنت الإمام الذي من بعد صاحبه
ألقت إليك مقاليد النهى البشر لم يؤثروك بها إذ قدموك لها
لكن لأنفسهم كانت بك الأثر فامنن على صبية بالرمل مسكنهم
بين الأباطح تغشاهم بها القرر أهلي فداؤك كم بيني وبينهم
من عرض داويه يعمى بها الخير
قال : فبكى عمر حين قال :
ماذا تقول لأفراخ بذي أمج . . . . . . . . . .
فقال عمرو بن العاص : الحطيئة ، فقال عمر : " علي بالكرسي " ، فوضع له فجلس عليه ، وقال : " أشيروا علي في الشاعر فإنه يقول الهجو ، ويشبب بالحرم ، ويمدح الناس ويذمهم بما ليس فيهم ، ما أراني إلا قاطعا لسانه " ، ثم قال : " علي بالطست " ، فأتي به ، ثم قال : " علي بالمخضب ، علي بالسكين ، لا بل علي بالموسى " ، قالوا : لا يعود يا أمير المؤمنين وأشاروا إليه : قل لا أعود يا أمير المؤمنين ، فقال : لا أعود يا أمير المؤمنين ، فقال له : النجا ، فلما أدبر ، قال : " يا ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أعدل من رجل يبكي على تركة حطيئة كأنك وأنت عند فتى من فتيان قريش قد بسط لك نمرقة وكساك أخرى وأنت تغنيه بأعراض المسلمين " ، قال أسلم : فدخلت على بعد أن توفي عبيد الله بن عمر عمر ، وعنده الحطيئة ، وقد بسط له نمرقة وقد كساه أخرى وهو يغنيه ، فقلت : " يا حطيئة أما تذكر ما قال عمر ؟ " قال : فارتاع لها وقال : يرحم الله ذلك المرء لو كان حيا ما فعلنا هذا ، فقال وما قال ؟ قلت : قال كذا وكذا فكنت أنت ذاك الفتى . عبيد الله :
[ ص: 39 ]