فما كانت إلا أيام حتى امتحن فأجاب ، قال : فبينا هو جالس ذات يوم بعد المحنة لأصحابه ، إذ جاءته جارية برقعة فدفعتها إليه ، فقرأها ثم بكى ، قال : فسئل عما فيها فقال : بعض الأبيات ، فإذا هي :
يا ابن المديني الذي عرضت له دنيا فجاد بدينه لينالها ماذا دعاك إلى انتحال مقالة
قد كنت تزعم كافرا من قالها أمر بدا لك رشده فتبعته
أم زهرة الدنيا أردت نوالها فلقد عهدتك لا أبا لك جاهدا
صعب المقالة للتي تدعى لها إن المعزى من يصاب بدينه
لا من يرزى ناقة وفصالها