70 - حدثنا محمد بن يوسف البيع ، قال : حدثنا أبو رويق ، قال : حدثنا حجاج ، قال : حدثنا سفيان عن [ ص: 367 ] إسرائيل ، قال : سمعت الحسن يقول قال علي فينا والله أهل بدر نزلت ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين . [ ص: 368 ]
ولكل واحد منهم سنن سنها ، وطريقة سلك بالمسلمين فيها ، فإذا قام صاحبه من بعده قفا أثره ، وشيدها ، وأشاد بها وأعلاها ، حتى كان آخرهم خلافة علي بن أبي طالب رضي الله عنه فسلك طريق الخلفاء الثلاثة قبله ، وعمل بسنتهم ، وأمضاها وحمل المسلمين عليها ، وكل ذلك فبخلاف ما تنحله الرافضة الذين أزاغ الله قلوبهم ، وحجب عنهم سبيل الرشاد والسداد ، ونزه علي بن أبي طالب عن مذاهبهم النجسة الرجسة ، فإن علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين أفضت الخلافة إليه ، أمضى قضية أبي بكر رضي الله عنه في فدك وأجرى أمرها [ ص: 369 ] على ما أجراه ، وسمع قول أبي بكر ، وصدقه فيما رواه وحكاه عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول : " إنا لا نورث ما تركناه صدقة " وعلم علي عليه السلام أن الذي قاله أبو بكر هو الحق ، والحق أراد ؛ لأن أبا بكر حين قضى بذلك لم يأخذه لنفسه ، ولم يورثه لولده ، ولا لعصبته ، فحكم في ذلك بالحق ولم تأخذه في الله لومة لائم .
فحين أفضت الخلافة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمضى حكم أبي بكر ولم ينقضه بفعاله ، ولا عابه بمقاله ، وكان هذا من علي رضي الله عنه ظاهرا مشهودا غير مستور ، خلاف ما تدعيه البهتة الكذابون الرافضة .
[ ص: 370 ] وأما سير عمر بن الخطاب رحمه الله فكلها أمضاها وأثراها وأعلاها واقتفى أثره ، واسترشد أمره ، واستسعد برأيه . [ ص: 371 ]


