الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              43 - حدثنا محمد بن بكر ، قال : حدثنا محمد بن عطية ، قال : حدثنا علي بن الجعد ، قال : حدثنا الفضل الحداني ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : [ ص: 250 ] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تمرق مارقة بين فرقتين من المسلمين فيقتلها أولى الطائفتين بالحق " .

              قال الشيخ : فسمى النبي صلى الله عليه وسلم القوم الذين قتلهم علي : " مارقة " وسماهم : " خوارج " وقال صلى الله عليه وسلم : " يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " . . . وإنما مرقوا من [ ص: 251 ] الدين ، وصاروا خوارج ، وحلت دماؤهم ، وعظمت المثوبة لمن قتلهم كل ذلك لخروجهم على الإمام العادل ، والخليفة الصادق ، وقد أجمعت العلماء لا خلاف بينهم أنه ليس لأحد ، أن يحكم في أحد بالسيف إلا الإمام العادل ، وكان علي عليه السلام هو الإمام الهادي والخليفة العادل ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في الخوارج : " شر قتلى تحت أديم السماء ؛ لأن [ ص: 252 ] القاتل لهم كان خير قاتل تحت أديم السماء ، ولأن سيفه كان فيهم بالحق والعدل . [ ص: 253 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية