88 - حدثنا ابن مخلد ، قال : حدثنا الصاغاني ، قال : حدثنا سلم بن قادم ، قال : حدثنا عن عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن رجل [ ص: 415 ] عن علقمة بن مرثد قال : سويد بن غفلة ، علي رضي الله عنه لو وليت لفعلت الذي فعل عثمان في المصاحف . قال
قال الشيخ : وحسبك من البراهين النيرة ، والدلائل الواضحة ، والحجج الظاهرة التي أعربت عن نفسها فأغنت عن شرحها : أن مصحف عثمان - رضي الله عنه - في أيام حياته وبعد [ ص: 416 ] وفاته ، به وبما فيه كان يقرأ - رضي الله عنه - هو وأولاده وأهل بيته وأصحابه ، ما غير منه حرفا ولا قدم منه مؤخرا ، ولا أخر مقدما ، ولا أحدث فيه شيئا ، ولا نقص منه شيئا ، ولا قال ذلك ولا فعله أحد من أهل بيته ولا من أصحابه ، لكنهم كلهم مجمعون على القراءة بما في مصحف علي بن أبي طالب عثمان - رحمه الله - ، وما زالوا بذلك وعلى ذلك حتى فارقوا الدنيا - رحمة الله عليهم - فمن ادعى عليهم غير ذلك فقد كذب وأثم واختلق الزور والبهتان ، وقال ما يعلم أهل الإسلام جميعا إحالته فيه ، والله حسبه وهو حسبنا ونعم الوكيل .
فإنا لا نعلم أحدا من المسلمين من أهل العلم روى أن عليا - رضي الله عنه - خالف ، ولا أبا بكر عمر ، ولا عثمان ، في شيء مما حكموا به من صدقات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووقفه وسهم ذي القربى ، ولا غير ذلك من قضايا عمر في أهل الذمة ، وقيام شهر رمضان ، ومصحف عثمان ، ولقد دخل علي - رضي الله عنه - الجزيرة فأخرج إليه [ ص: 417 ] أهل الذمة بها كتاب العهد الذي كتبه لهم عمال - رحمه الله - والشرائط التي كان شرطها عليهم فيه فاستحسنه عمر بن الخطاب علي وقبله ، وحكم به وأمضاه . [ ص: 418 ]