461 - وقال المروذي، سمعت أبا عبد الله الخفاف، ابن مصعب وتلا: ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) قال: نعم يقعده على العرش". سمعت
* ذكر ، الإمام أحمد محمد بن مصعب فقال: قد كتبت عنه وأي رجل هو.
فأما قضية قعود نبينا على العرش: فلم يثبت في ذلك نص، بل في الباب حديث واه، وما فسر به الآية كما ذكرناه. فقد أنكره بعض أهل الكلام، فقام مجاهد المروذي وقعد وبالغ في الانتصار لذلك، وجمع فيه كتابا، وطرق قول من رواية مجاهد ، ليث بن أبي سليم ، وعطاء بن السائب وأبي يحيى القتات ، وجابر بن يزيد.
* فممن أفتى في ذلك العصر بأن هذا الأثر يسلم، ولا يعارض: صاحب "السنن" أبو داود السجستاني وإبراهيم الحربي وخلق، بحيث إن ابن الإمام أحمد قال عقيب قول أنا منكر على كل من رد هذا الحديث، وهو عندي رجل سوء متهم سمعته من جماعة، وما رأيت محدثا ينكره، وعندنا إنما تنكره مجاهد: الجهمية، وقد حدثنا ، حدثنا هارون بن معروف ، عن محمد بن فضيل عن ليث، في قوله: ( مجاهد، عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) ، قال يقعده عن العرش، فحدثت به أبي - رحمه الله - فقال: لم يقدر لي أن أسمعه من بحيث إن ابن فضيل، المروذي روى حكاية بنزول عن إبراهيم بن عرفة، سمعت ابن عمير يقول: سمعت يقول: هذا قد تلقته العلماء بالقبول. أحمد بن حنبل
* وقال المروذي: قال ، حدثنا أبو داود السجستاني ابن أبي صفوان الثقفي ، حدثنا يحيى بن [ ص: 171 ] أبي كثير ، حدثنا سلم بن جعفر - وكان ثقة - حدثنا الجريري ، حدثنا سيف السدوسي، عن قال: عبد الله بن سلام، الحديث. "إذا كان يوم القيامة جيء بنبيكم - صلى الله عليه وسلم - حتى يجلس بين يدي الله - عز وجل - على كرسيه"
*وقد رواه ابن جرير في تفسيره - أعني قول ثم قال مجاهد - ابن جرير: ليس في فرق الإسلام من ينكر هذا: لا من يقر أن الله فوق العرش ولا من ينكره.
وكذلك أخرجه النقاش في تفسيره.
*وكذلك رد شيخ الشافعية عمن أنكره، بحيث إن الإمام ابن سريج أبا بكر الخلال قال: في "كتاب السنة" من جمعه، أخبرني الحسن بن صالح العطار ، عن محمد بن علي السراج، قال: "رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في النوم، فقلت إن فلانا الترمذي يقول: إن الله لا يقعدك معه على العرش، ونحن نقول بل يقعدك، فأقبل علي شبه المغضب، وهو يقول: بلى والله، بلى والله يقعدني على العرش"، فانتبهت بحيث إن الفقيه أبا بكر أحمد بن سليمان النجاد المحدث قال فيما نقله عنه القاضي أبو يعلى الفراء: "لو أن حالفا حلف بالطلاق ثلاثا أن الله يقعد محمدا - صلى الله عليه وسلم - على العرش واستفتاني لقلت له: صدقت وبررت".
*فأبصر - حفظك الله من الهوى - كيف آل الغلو بهذا المحدث إلى وجوب الأخذ بأثر منكر، واليوم فيردون الأحاديث الصريحة في العلو، بل يحاول بعض الطغام أن يرد قوله تعالى: ( الرحمن على العرش استوى ) .