الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
66 - أخبرنا عبد الخالق بن علوان ، وإسماعيل بن عبد الرحمن، قالا: أخبرنا أبو محمد بن قدامة ، أخبرنا محمد هو ابن البطي ، أنبأنا أحمد بن الحسن ، أنبأنا أبو علي بن شاذان ، أخبرنا أحمد بن محمد بن زيادة ، أخبرنا أحمد بن محمد البرقي ، حدثنا يحيى - يعني الحماني - ، حدثنا أبو معاوية عن [ ص: 40 ] الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "إن لله ملائكة سياحين في الأرض، فضلا عن كتاب الناس، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تعالى نادوا: تعالوا هلموا إلى بغيتكم، فيحفون بهم، يعني فإذا تفرقوا صعدوا إلى السماء، فيقول الله تعالى: أي شيء تركتم عبادي يصنعون؟ فيقولون: تركناهم يحمدونك ويمجدونك ويذكرونك، فيقول هل رأوني؟ فيقولون: لا، فيقول: كيف لو رأوني. فيقولون: لو رأوك كانوا لك أشد تحميدا وتمجيدا وذكرا، فيقول فأي شيء يطلبون؟ فيقولون: يطلبون الجنة، فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون: لا; فيقول فكيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا لها أشد طلبا وأشد حرصا. فيقول: من أي شيء يتعوذون؟ فيقولون يتعوذون من النار. فيقول: وهل رأوها؟ فيقولون لا، فيقول فكيف لو رأوها؟ فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها هربا، وأشد منها تعوذا وخوفا، فيقول: فإني أشهدكم أني قد غفرت لهم. فيقولون: فيهم فلان الخطاء لم يردهم; إنما جاء لحاجة. فيقول: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم - مرتين".

‏ * متفق عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية