526 - وقال في "كتاب التبصير في معالم الدين" بل يداه مبسوطتان ) ، وأن له وجها بقوله: ( ويبقى وجه ربك ) ، وأن له قدما بقول النبي - صلى الله عليه وسلم - : "حتى يضع الرب فيها قدمه"، وأنه يضحك بقوله: "لقي الله وهو يضحك إليه"، وأنه يهبط إلى سماء الدنيا لخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك، وأن له إصبعا، بقول رسوله - صلى الله عليه وسلم - : "ما من قلب إلا وهو بين إصبعين من أصابع الرحمن"، فإن هذه المعاني الذي وصفته ونظائرها مما وصف الله به نفسه ورسوله، ما لا يثبت حقيقة علمه بالفكر والرؤية، لا نكفر بالجهل بها أحدا إلا بعد انتهائها إليه". القول فيما أدرك علمه من الصفات خبرا، وذلك نحو إخباره - عز وجل - أنه سميع بصير، وأن له يدين بقوله: (
* أخرج هذا الكلام لابن جرير القاضي أبو يعلى الحنبلي، في كتاب "إبطال التأويل" له قال الخطيب: كان ابن جرير أحد العلماء يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه، وكان قد جمع من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، وكان عارفا بالقرآن، بصيرا بالمعاني، فقيها في الأحكام، عالما بالسنن وطرقها، صحيحها وسقيمها، ناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين في الأحكام في الحلال والحرام، إلى أن قال: سمعت علي بن عبيد الله اللغوي يحكي: أن مكث أربعين سنة يكتب في كل يوم منها أربعين ورقة"، وقال الأستاذ محمد بن جرير أبو حامد الإسفرائيني: "لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل له تفسير ابن جرير لم يكن كثيرا"، أو كما قال.
وقال إمام الأئمة "ما أعلم على أديم الأرض أحدا أعلم من ابن خزيمة: قلت: توفي سنة عشر وثلاثمائة، وله نحو من تسعين سنة - رحمه الله - ، ويذكر عنه تشيع قليل . [ ص: 207 ] محمد بن جرير"،