قال - رضي الله عنه - : أبو حاتم الواجب على العاقل أن يعلم أن السبب الذي يدرك به العاجز حاجته هو الذي يحول بين الحازم وبين مصادفته، فلا يجب أن يحزن العاقل لما يهوى، وليس بكائن، ولا لما لا يهوى، وهو لا محالة كائن، فما كان [ ص: 156 ] من هذه الدنيا أتى المرء من غير تعب فيه، وما كان عليه لم يدفعه بقوته، ولا يدرك بالطلب المحروم، كما لا يحرم بالقعود المرزوق.
ولقد أحسن الذي يقول:
ينال الغنى من ليس يسعى إلى الغنى ويحرم من يسعى له ويداوم وما العجز يحرمه ولا الحرص جالب
وما هو إلا حظوة ومقاسم
وأنشدني عمرو بن محمد الأنصاري، أنشدنا الغلابي، أنشدنا العتبي:
ورزق الخلق مقسوم عليهم مقادير يقدرها الجليل
فلا ذو المال يرزقه بعقل ولا بالمال تقتسم العقول