وأنشدني ابن زنجي البغدادي:
لا تتهم ربك فيما قضى وهون الأمر وطب نفسا لكل هم فرج عاجل
يأتي على المصبح والممسى
قال - رضي الله عنه - : أبو حاتم وقد يكون المرء موسرا في ذات الدنيا، وهو متوكل صادق في توكله إذا كان العدم والوجود عنده سيين، لا فرق عنده بينهما، يشكر عند الوجود، ويرضى عند العدم، وقد يكون المرء لا يملك شيئا من الدنيا بحيلة من الحيل، وهو غير متوكل، إذا كان الوجود أحب إليه من العدم، فلا هو في العدم يرضى حالته، ولا عند الوجود يشكر مرتبته. التوكل هو قطع القلب عن العلائق برفض الخلائق، وإضافته بالافتقار إلى محول الأحوال،
[ ص: 157 ] وأنشدني الكريزي:
فلو كانت الدنيا تنال بفطنة وفضل عقول نلت أعلى المراتب
ولكنما الأرزاق حظ وقسمة بملك مليك لا بحيلة طالب
وأنشدنا عمرو بن محمد الأنصاري، أنشدنا الغلابي، أنشدنا مهدي بن سابق:
ألا ترى الدهر لا تفنى عجائبه والدهر يخلط ميسورا بمعسور؟
وليس للهو إلا كل صافية كأنها دمعة من عين مهجور