حدثنا ، حدثنا عمرو بن محمد الغلابي ، حدثنا شعيب بن واقد المري ، عن عبد المنعم الرياحي قال: سمعت صالحا المري يقول: قال: [ ص: 289 ] فناداني مناد من بين تلك الحفر: يا صالح، ( دخلت المقابر يوما في شدة الحر، فنظرت إلى القبور خامدة كأنهم قوم صموت، فقلت: يا سبحان الله! من يجمع بين أرواحكم وأجسامكم بعد افتراقها، ثم يحييكم، وينشئكم من طول البلى، ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره ثم إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون ) قال: فسقطت والله مغشيا علي.
قال - رضي الله عنه - : قد ذكرنا اليسير من الكثير من الآثار، والقليل من الجسيم من الأخبار في كتابنا هذا، بما نرجو أن القاصد إلى سلوك سبيل ذوي الحجى، والسالك مقصد سبيل أولي النهى يكون له فيها غنية إن تدبرها، واستعملها، وإن كنا تنكبنا طرق المسانيد، وتخريج الحكايات، وأناشيد الأشعار، إلا ما لم نجد بدا من إخراجها، كالإيماء إلى الشيء، والإشارة إلى القصد، جعلنا الله ممن دعته تباشير التوفيق إلى القيام بحقائق التحقيق؛ إنه منتهى الغاية عند رجاء المؤمنين، والمان على أوليائه بمنازل المقربين. وصلى الله على محمد خاتم النبيين، وعلى آله الطاهرين الطيبين، والحمد لله رب العالمين. وجد في النسخة الأصلية ما صورته: أبو حاتم
فرغ من نسخه بعون الله ورحمته العبد الفقير إلى عفو ربه أحمد بن محمد بن سالم بن جناب المنبجي، بالرها المحروسة، يوم الثلاثاء حادي عشر المحرم سنة ثمان وعشرين وستمائة. ختم الله له بخير، ولوالديه، ولجميع المسلمين!