قال أبو حاتم: [ ص: 19 ] وتاج المؤمن في الدنيا، وعدته في وقوع النوائب، ومن عدم العقل لم يزده السلطان عزا، ولا المال يرفعه قدرا، ولا عقل لمن أغفله عن أخراه ما يجد من لذة دنياه، فكما أن أشد الزمانة الجهل، كذلك أشد الفاقة عدم العقل. العقل دواء القلوب، ومطية المجتهدين، وبذر حراثة الآخرة،
فإذ اشتبه عليه أمران اجتنب أقربهما من هواه; لأن في مجانبته الهوى إصلاح السرائر، وبالعقل تصلح الضمائر. والعقل والهوى متعاديان، فالواجب على المرء: أن يكون لرأيه مسعفا ولهواه مسوفا.
أخبرنا عمرو بن محمد الأنصاري ثنا ثنا محمد بن عبيد الله الجشمي ، حدثنا المدايني قال: قال لرجل من العرب عمر دهرا " أخبرني بأحسن شيء رأيته، قال عقل طلب به مروءة مع تقوى الله وطلب الآخرة ". معاوية بن أبي سفيان
وأنشدني عبد العزيز بن سليمان الأبرش :
إذا تم عقل المرء تمت أموره وتمت أياديه وتم بناؤه فإن لم يكن عقل تبين نقصه
ولو كان ذا مال كثيرا عطاؤه