أنبأنا القطان بالرقة حدثنا ، حدثنا هشام بن عمار إبراهيم بن موسى المكي ، عن عن يحيى بن سعيد الأنصاري قال " وضع سعيد بن المسيب [ ص: 90 ] رضي الله عنه للناس ثمانية عشر كلمة، كلها حكم، قال: ما كافأت من يعصي الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه، وضع أمر أخيك على أحسنه، حتى يأتيك منه ما يغلبك، عمر بن الخطاب ومن تعرض للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن، ومن كتم سره كانت الخيرة في يديه، وعليك بإخوان الصدق فعش في أكنافهم، فإنهم زينة في الرخاء، وعدة في البلاء، وعليك بالصدق وإن قتلك الصدق، ولا تعرض لما لا يعنيك، ولا تسأل عما لم يكن. فإن فيما كان شغلا عما لم يكن، ولا تطلبن حاجتك إلى من لا يحب لك نجاحها، ولا تصحبن الفاجر فتعلم فجوره، واعتزل عدوك، ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرا، وأنت تجد لها في الخير محملا ولا أمين إلا من خشي الله، وتخشع عند القول، وذل عند الطاعة، واعتصم عند المعصية، واستشر في أمرك الذين يخشون الله، فإن الله يقول ( واحذر صديقك إلا الأمين، إنما يخشى الله من عباده العلماء ) .
قال رضي الله عنه: العاقل لا يواخي إلا ذا فضل في الرأي والدين والعلم والأخلاق الحسنة، ذا عقل نشأ مع الصالحين، لأن صحبة بليد نشأ مع العقلاء خير من صحبة لبيب نشأ مع الجهال. أبو حاتم
ورأس المودة الاسترسال، وآفتها الملالة، ومن أضاع تعهد الود من إخوانه حرم ثمرة إخائهم، وآيس الإخوان من نفسه، ومن ترك الإخوان مخافة تعاهد الود يوشك أن يبقى بغير أخ، كما أن من ترك نزع الماء إشفاقا على رشائه يوشك أن يموت عطشا.
والعاقل يستخبر أمور إخوانه قبل أن يؤاخيهم، ومن أصح الخبرة للمرء [ ص: 91 ] وجود حالته بعد هيجان الغضب.