232 - فصل
قولهم : " ولا نرغب في ديننا ولا ندعو إليه أحدا "
هذا من أولى الأشياء أن ينتقض العهد به ، فإنه حراب الله ورسوله باللسان ، وقد يكون أعظم من الحراب باليد ، كما أن الدعوة إلى الله ورسوله جهاد بالقلب وباللسان ، وقد يكون أفضل من الجهاد باليد .
[ ص: 1255 ] ولما كانت الدعوة إلى الباطل مستلزمة - ولا بد - للطعن في الحق ، كان دعاؤهم إلى دينهم وترغيبهم فيه طعنا في دين الإسلام ، وقد قال تعالى : ( وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر ) ولا ريب أن الطعن في الدين أعظم من الطعن بالرمح والسيف ، ولو لم يكن مشروطا عليهم ، فالشرط ما زاده إلا تأكيدا وقوة . فأولى ما انتقض به العهد الطعن في الدين