الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          231 - فصل

                          قولهم : " ولا ببيع الخمور "

                          أي : لا نبيعه ظاهرا بحيث يراه المسلمون ؛ إذ بيعه ظاهرا من المنكر العظيم ، وكذلك نقله من موضع إلى موضع في دار الإسلام في البلد وخارج البلد .

                          قال أبو القاسم الطبري : وقد روي عن عمر وعلي رضي الله عنهما : في هذا تغليظ في خرق متاعهم وكسر أوانيهم .

                          [ ص: 1253 ] ثم ذكر من طريق أبي عبيد ، ثنا هشيم ومروان بن معاوية ، حدثني عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الحارث بن شبيل ، عن أبي عمرو الشيباني قال : بلغ عمر أن رجلا من أهل السواد قد أثرى في تجارة الخمر ، فكتب " أن اكسروا كل شيء قدرتم عليه ، وشردوا كل ماشية له " .

                          قال أبو عبيد : وثنا مروان بن معاوية ، ثنا عمر المكتب ، ثنا حذلم ، عن ربيعة بن [ زكار ] قال : نظر علي إلى زرارة فقال : ما هذه القرية ؟ قالوا : قرية تدعى زرارة ، يلحم فيها ويباع الخمر . فقال : أين الطريق إليها ؟ قالوا : باب الجسر . قال قائل : يا أمير المؤمنين ، خذ لك سفينة تجوز فيها ، قال : تلك سخرة ولا حاجة لنا في السخرة ، وانطلقوا بنا إلى باب الجسر ، فقام يمشي حتى أتاها ، فقال : علي بالنيران أضرموا فيها ، فإن الخبيث يأكل بعضه بعضا ، فأضرمت في عرشها .

                          [ ص: 1254 ] قال : وقد قضى ابن عباس : " أيما مصر مصره المسلمون فلا يباع فيه خمر " .

                          قال أبو عبيد : " وإنما معنى هذه الأحاديث أن يكون في أهل الذمة ؛ لأنهم كانوا أهل السواد حينئذ " .

                          وكتب عمر بن عبد العزيز إلى عماله أن " لا يحمل الخمر من رستاق إلى رستاق " .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية