الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
861 - ( 3616 ) - حدثنا أبو بكر بن زنجويه ، عن أبي [ ص: 297 ] صالح ، عن الليث ، عن يونس ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك ، قال : كان أبو ذر يحدثه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فرج سقف بيتي وأنا بمكة فنزل جبريل عليه السلام ، ففرج صدري ثم غسله من ماء زمزم ، ثم أتى بطست من ذهب مملوء حكمة وإيمانا ، فأفرغها في صدري ، ثم أطبقه ، ثم أخذ يدي فعرج بي إلى السماء ، فلما أتى السماء الدنيا ، قال جبريل لخازن السماء : افتح ، قال : من هذا ؟ قال : جبريل ، قال : هل معك أحد ؟ قال : نعم ، قال : وقد أرسل إليه ؟ قال : نعم ، ففتح ، فلما علونا السماء الدنيا إذا رجل قاعد على يمينه أسودة ، وعلى يساره أسودة ، فإذا نظر قبل يمينه تبسم ، وإذا نظر قبل شماله بكى ، قال : مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح ، قال : قلت لجبريل : من هذا ؟ قال : هذا آدم ، وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله بنوه ، فأهل اليمين منهم أهل الجنة ، والأسودة التي عن شماله أهل النار ، فإذا نظر إلى اليمين ضحك ، وإذا نظر قبل شماله بكى .

قال : ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء الثانية ، فقال [ ص: 298 ] لخازنها : افتح ، قال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا ، ففتح .

فقال أنس : فذكر أنه وجد في السماوات آدم ، وإدريس ، وموسى ، وعيسى ، وإبراهيم ، ولم يبين كيف منازلهم ، غير أنه قد ذكر أنه وجد آدم في السماء الدنيا ، وإبراهيم في السماء الثالثة .

وقال أنس : فلما مر جبريل ورسول الله صلى الله عليه وسلم بإدريس ، قال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، قال : ثم قلت : من هذا ؟ قال : هذا إدريس ، ثم مررت بموسى ، فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، قال : قلت : من هذا ؟ قال : هذا موسى ، قال : ثم مررت بعيسى فقال : مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح ، قال : قلت : من هذا ؟ أراه قال : عيسى ، قال : ثم مررت بإبراهيم فقال : مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح ، قال : قلت : من هذا ؟ قال : هذا إبراهيم
 
.

التالي السابق


الخدمات العلمية