ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم أو بيوت آبائكم أو بيوت أمهاتكم أو بيوت إخوانكم أو بيوت أخواتكم أو بيوت أعمامكم أو بيوت عماتكم أو بيوت أخوالكم أو بيوت خالاتكم أو ما ملكتم مفاتحه أو صديقكم ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم تحية من عند الله مباركة طيبة كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تعقلون
ليس على الأعمى حرج تفسير قال : منعت البيوت زمانا كان الرجل لا يتضيف أحدا ولا يأكل في بيت غيره تأثما من ذلك . قتادة
قال يحيى : بلغني أن ذلك حين نزلت هذه الآية : يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل قال : فكان أول من رخص الله له الأعمى والأعرج والمريض ، ثم رخص الله لعامة المؤمنين قتادة ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم إلى قوله : أو صديقكم فقوله : أو ما ملكتم مفاتحه قال بعضهم : هم المملوكون الذين هم خزنة على بيوت مواليهم . وقوله : صديقكم قيل للحسن : الرجل يدخل على الرجل يعني : صديقه فيخرج الرجل من بيته ويرى الآخر الشيء من الطعام في البيت ؛ فيأكل منه ؟ فقال : كل من طعام أخيك .
قال يحيى : لم يذكر الله في هذه الآية بيت الابن ، فرأيت أن النبي عليه السلام أنت ومالك لأبيك " من هذه الآية . إنما قال : "
[ ص: 248 ] قال : وقيل في قوله : محمد ولا على أنفسكم أن تأكلوا من بيوتكم : إنه أراد من أموال نسائكم ومن ضيعة منازلكم والله أعلم . ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعا أو أشتاتا تفسير : قال : كان قتادة بنو كنانة يرى أحدهم أن محرما عليه أن يأكل [وحده] في [الجاهلية] حتى إن كان الرجل ليسوق [الذود الحفل] وهو جائع حتى يجد من يؤاكله ويشاربه ، وكان الرجل يتخذ الخيال إلى جنبه إذا لم يجد من يؤاكل ويشارب ، فأنزل الله هذه الآية .
فإذا دخلتم بيوتا فسلموا على أنفسكم أي : يسلم بعضكم على بعض ، وإذا دخل الرجل بيته سلم عليهم ، وإذا دخل بيتا لا أحد فيه فليقل : سلام علينا وعلى عباد الله الصالحين .
قال : حدثنا أن الملائكة ترد عليه ، وإذا دخل على قوم سلم عليهم ، وإذا خرج من عندهم سلم ، وإن مر بهم أو لقيهم سلم عليهم ، وإن كان رجلا واحدا سلم عليه قتادة قال : بسم الله سلام على رسول الله ، اللهم اغفر لي ذنبي ؛ وافتح لي باب رحمتك ، فإن كان مسجدا كثير الأهل سلم عليهم يسمع نفسه ، وإن كانوا قليلا أسمعهم التسليم وإن لم يكن فيه أحد [ ص: 249 ] قال : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، السلام علينا من ربنا . وإذا دخل المسجد
يحيى : عن ، أن الخليل بن مرة قال : " إن ابن مسعود فأفشوه بينكم ، فإن المرء المسلم إذا مر بالقوم فسلم عليهم فردوا عليه (كانت له عليهم فضيلة درجة ؛ فإنه ذكرهم السلام ، فإن لم يردوا عليه رد عليه) من هو خير منهم وأطيب : الملائكة " . السلام اسم من أسماء الله وضعه في الأرض ؛
[ ص: 250 ]