الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور  نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ  ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون  لله ما في السماوات والأرض إن الله هو الغني الحميد  ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم  ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير  

                                                                                                                                                                                                                                      نمتعهم قليلا في الدنيا يعني : إلى موتهم .

                                                                                                                                                                                                                                      بل أكثرهم لا يعلمون أنهم مبعوثون ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله يقول : لو أن ما في الأرض من شجرة أقلام يكتب بها علمه ، والبحر يمده من بعده سبعة [ ص: 378 ] أبحر ؛ يستمد منه للأقلام لانكسرت الأقلام ونفد البحر ولمات الكتاب ، وما نفدت كلمات الله يعني بما خلق .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : من قرأ : والبحر بالرفع فهو على الابتداء .

                                                                                                                                                                                                                                      ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة قال المشركون : يا محمد ، خلقنا الله أطوارا :  نطفا ثم علقا ثم مضغا ثم عظاما ثم لحما ، ثم أنشأنا خلقا آخر كما تزعم ، وتزعم أنا نبعث في ساعة واحدة ؟ فأنزل الله جوابا لقولهم : ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إنما يقول له كن فيكون .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : من قرأ (فيكون) بالرفع فعلى معنى : فهو يكون) .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية