وأما قوله : " لأنه واحد وليس [1] بجسم " [2] .
فإن أراد بالواحد ما أراده [3] الله ورسوله بمثل [4] قوله : ( وإلهكم إله واحد ) [ سورة البقرة : 163 ] ، وقوله : ( وهو الواحد القهار ) [ سورة الرعد : 16 ] [5] [ ونحو ذلك ] [6] ، فهذا حق .
وإن أراد بالواحد ما تريده الجهمية نفاة الصفات من أنه ذات مجردة عن الصفات ، فهذا " الواحد " لا حقيقة له في الخارج ، وإنما يقدر في الأذهان لا في الأعيان ، ويمتنع وجود ذات مجردة عن الصفات ، ويمتنع [ ص: 134 ] وجود حي عليم [7] قدير لا حياة له ولا علم ولا قدرة ، . فإثبات الأسماء دون الصفات سفسطة في العقليات وقرمطة في السمعيات