وأما أعم من ذلك ، كما أن لفظ " الجوهر " في اللغة أخص من معناه في اصطلاحهم ، فإنهم يعنون بالجوهر ما قام بنفسه أو المتحيز أو ما إذا وجد كان وجوده لا في موضع أهل الكلام والفلسفة فالجسم عندهم [1] ، أي : لا في محل يستغني عنه ; والجوهر في اللغة الجوهر المعروف .
ثم قد يعبرون عن الجسم بأنه ما يشار إليه ، أو ما يقبل [2] الإشارة الحسية بأنه هنا أو هناك ، وقد يعبرون عنه بما قبل الأبعاد الثلاثة : الطول والعرض والعمق ، أو بما كان فيه الأبعاد الثلاثة : الطول والعرض والعمق [3] .
ولفظ البعد : الطول [4] والعرض والعمق في اصطلاحهم أعم من [ ص: 200 ] معناه في اللغة ، فإن أهل اللغة يقسمون الأعيان إلى طويل وقصير ، والمسافة والزمان إلى قريب وبعيد ، والمنخفض من [5] الأرض إلى عميق وغير عميق .
وهؤلاء عندهم كل ما يراه الإنسان من الأعيان فهو طويل عريض عميق ، حتى الحبة - بل الذرة وما هو أصغر من ذرة - هو في اصطلاحهم طويل عريض عميق .