الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  وأما أهل الكلام والفلسفة فالجسم عندهم أعم من ذلك ، كما أن لفظ " الجوهر " في اللغة أخص من معناه في اصطلاحهم ، فإنهم يعنون بالجوهر ما قام بنفسه أو المتحيز أو ما إذا وجد كان وجوده لا في موضع [1] ، أي : لا في محل يستغني عنه ; والجوهر في اللغة الجوهر المعروف .

                  ثم قد يعبرون عن الجسم بأنه ما يشار إليه ، أو ما يقبل [2] الإشارة الحسية بأنه هنا أو هناك ، وقد يعبرون عنه بما قبل الأبعاد الثلاثة : الطول والعرض والعمق ، أو بما كان فيه الأبعاد الثلاثة : الطول والعرض والعمق [3] .

                  ولفظ البعد : الطول [4] والعرض والعمق في اصطلاحهم أعم من [ ص: 200 ] معناه في اللغة ، فإن أهل اللغة يقسمون الأعيان إلى طويل وقصير ، والمسافة والزمان إلى قريب وبعيد ، والمنخفض من [5] الأرض إلى عميق وغير عميق .

                  وهؤلاء عندهم كل ما يراه الإنسان من الأعيان فهو طويل عريض عميق ، حتى الحبة - بل الذرة وما هو أصغر من ذرة - هو في اصطلاحهم طويل عريض عميق .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية