الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  وهؤلاء فروا من معنى التركيب ، [1] وليس لهم قط حجة على نفي مسمى التركيب بجميع هذه المعاني ، بل عمدتهم أن المركب مفتقر إلى أجزائه ، وأجزاؤه غيره ، والمفتقر إلى غيره لا يكون واجبا بنفسه . ( وربما قالوا : الصفة مفتقرة إلى محل ، والمفتقر إلى محل لا يكون واجبا بنفسه 3 ) [2] بل يكون معلولا .

                  وهذا الحجة ألفاظها كلها مجملة [3] فلفظ " الواجب بنفسه " يراد به [ ص: 542 ] الذي لا فاعل له فليس له علة فاعلة ، ويراد به الذي لا يحتاج إلى شيء مباين له ، ويراد به القائم بنفسه الذي لا يحتاج إلى مباين له .

                  وعلى الأول والثاني فالصفات واجبة الوجود ، ( 1 وعلى الثالث فالذات الموصوفة بالصفات هي الواجبة ، والصفة وحدها لا يقال : إنها واجبة الوجود .

                  ويراد به ما لا تعلق له بغيره ، وهذا لا وجود له في الخارج 1 ) .

                  [4] والبرهان إنما قام على أن الممكنات لها فاعل واجب الوجود قائم [5] بنفسه أي غني عما سواه ، والصفة ليست هي الفاعل .

                  وقوله : " إذا كانت له ذات وصفات كان مركبا ، والمركب مفتقر إلى أجزائه ، وأجزاؤه غيره " .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية