الثاني : أن يقال : قد علم أن الشيعة مختلفون اختلافا كثيرا في مسائل الإمامة والصفات والقدر ، وغير ذلك من مسائل أصول دينهم . فأي قول لهم هو المأخوذ عن الأئمة المعصومين ، حتى مسائل الإمامة ، قد عرف اضطرابهم فيها .
وقد تقدم بعض اختلافهم في النص وفي المنتظر . فهم في الباقي المنتظر على أقوال [1] : منهم من يقول ببقاء [2] جعفر بن محمد ، ومنهم من يقول ببقاء ابنه موسى بن جعفر [3] ، ومنهم من يقول ببقاء عبد الله بن معاوية ، ومنهم من يقول ببقاء محمد بن عبد الله بن حسن ، ومنهم من يقول ببقاء محمد ابن الحنفية ، وهؤلاء يقولون : نص [4] علي على الحسن والحسين [5] ، وهؤلاء يقولون : على محمد ابن الحنفية [6] ، وهؤلاء يقولون : أوصى [ علي بن الحسين ] إلى ابنه أبي جعفر ، ( وهؤلاء يقولون : إلى ابنه عبد الله ) [7] ، وهؤلاء [ ص: 18 ] يقولون : أوصى ] [8] إلى محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين ، وهؤلاء يقولون : إن جعفرا أوصى إلى ابنه إسماعيل ، وهؤلاء يقولون : إلى [ ابنه ] [9] محمد بن إسماعيل ، وهؤلاء يقولون : إلى ابنه محمد ، وهؤلاء يقولون : إلى ابنه عبد الله ، وهؤلاء يقولون : إلى ابنه موسى ، وهؤلاء يسوقون النص إلى محمد بن الحسن ، وهؤلاء يسوقون النص إلى بني [ عبيد الله بن ] [10] ميمون القداح الحاكم وشيعته [11] ، وهؤلاء يسوقون النص من بني هاشم إلى بني العباس ، ويمتنع أن تكون هذه الأقوال المتناقضة مأخوذة عن معصوم ، فبطل قولهم : أن أقوالهم مأخوذة عن معصوم .


