الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الثاني : أن يقال : قد علم أن الشيعة مختلفون اختلافا كثيرا في مسائل الإمامة والصفات والقدر ، وغير ذلك من مسائل أصول دينهم . فأي قول لهم هو المأخوذ عن الأئمة المعصومين ، حتى مسائل الإمامة ، قد عرف اضطرابهم فيها .

                  وقد تقدم بعض اختلافهم في النص وفي المنتظر . فهم في الباقي المنتظر على أقوال [1] : منهم من يقول ببقاء [2] جعفر بن محمد ، ومنهم من يقول ببقاء ابنه موسى بن جعفر [3] ، ومنهم من يقول ببقاء عبد الله بن معاوية ، ومنهم من يقول ببقاء محمد بن عبد الله بن حسن ، ومنهم من يقول ببقاء محمد ابن الحنفية ، وهؤلاء يقولون : نص [4] علي على الحسن والحسين [5] ، وهؤلاء يقولون : على محمد ابن الحنفية [6] ، وهؤلاء يقولون : أوصى [ علي بن الحسين ] إلى ابنه أبي جعفر ، ( وهؤلاء يقولون : إلى ابنه عبد الله ) [7] ، وهؤلاء [ ص: 18 ] يقولون : أوصى ] [8] إلى محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسين ، وهؤلاء يقولون : إن جعفرا أوصى إلى ابنه إسماعيل ، وهؤلاء يقولون : إلى [ ابنه ] [9] محمد بن إسماعيل ، وهؤلاء يقولون : إلى ابنه محمد ، وهؤلاء يقولون : إلى ابنه عبد الله ، وهؤلاء يقولون : إلى ابنه موسى ، وهؤلاء يسوقون النص إلى محمد بن الحسن ، وهؤلاء يسوقون النص إلى بني [ عبيد الله بن ] [10] ميمون القداح الحاكم وشيعته [11] ، وهؤلاء يسوقون النص من بني هاشم إلى بني العباس ، ويمتنع أن تكون هذه الأقوال المتناقضة مأخوذة عن معصوم ، فبطل قولهم : أن أقوالهم مأخوذة عن معصوم .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية