الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الوجه الثالث : أن يقال : هب أن عليا كان معصوما ، فإذا كان الاختلاف بين الشيعة هذا الاختلاف ، وهم متنازعون هذا التنازع ، فمن أين يعلم صحة بعض هذه الأقوال عن علي دون الآخر ، وكل منهم يدعي أن ما يقوله إنما أخذه عن المعصومين ، وليس للشيعة أسانيد متصلة برجال معروفين [1] مثل أسانيد أهل السنة حتى ينظر في الإسناد [2] وعدالة الرجال . بل إنما هي منقولات منقطعة عن طائفة عرف فيها كثرة الكذب وكثرة التناقض في النقل ، فهل يثق عاقل بذلك ؟ [ ص: 19 ] وإن ادعوا تواتر نص هذا على هذا ، [ ونص هذا على هذا ] [3] كان هذا معارضا بدعوى غيرهم مثل هذا التواتر ، فإن سائر القائلين بالنص إذا ادعوا مثل هذه الدعوى لم يكن بين الدعويين [4] فرق .

                  فهذه الوجوه وغيرها تبين أن بتقدير [5] ثبوت عصمة علي - رضي الله عنه - فمذهبهم [6] ليس مأخوذا عنه ، فنفس دعواهم العصمة في علي مثل دعوى النصارى الإلهية في المسيح . مع أن ما هم عليه ليس مأخوذا عن المسيح .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية