الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح

ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

صفحة جزء
[ ص: 353 ] قالوا : وسبيلنا أن نذكر من بعض قول الأنبياء الذين تنبوا على السيد المسيح ، ونزوله إلى الأرض ، قال عزرا الكاهن حيث سباهم بختنصر الفريدي إلى أرض بابل إلى أربعمائة واثنتين وثمانين سنة : يأتي المسيح ويخلص الشعوب والأمم ، وفي كمال هذه المدة أتى السيد المسيح . وقال أرميا النبي عن ولادته في ذلك الزمان : [ ص: 354 ] يقوم لداود ابن هو ضوء النور يملك الملك ويعلم ويفهم ويقيم الحق والعدل في الأرض ويخلص من آمن به من اليهود من بني إسرائيل وغيرهم ، ويبقى بيت المقدس بغير مقاتل ويسمى الإله . وأما قوله : ابن لداود لأن مريم كانت من نسل داود ولأجل ذلك قال النبي : يقوم لداود ابن .

فيقال : أما قول عزرا الكاهن فليس فيه إلا إخباره بأنه يأتي المسيح ويخلص الشعوب والأمم ، وهذا مما لا ينازع فيه المسلمون ، فإنهم يقرون بما أخبر الله به في كتابه من إتيان المسيح عليه السلام ، وتخليص الله به كل من آمن به من الشعوب والأمم إلى أن بعث محمد صلى الله عليه وسلم .

فكل من كان مؤمنا بالمسيح ، متبعا لما أنزل عليه من غير تحريف ولا تبديل ، فإن الله خلصه بالمسيح من شر الدنيا والآخرة ، كما خلص الله تعالى بموسى من اتبعه من بني إسرائيل .

[ ص: 355 ] ومن حرف وبدل فلم يتبع المسيح ، ومن كذب محمدا صلى الله عليه وسلم فهو كمن كذب المسيح بعد أن كان مقرا بموسى عليه السلام .

ولكن هذا النص وأمثاله حجة على اليهود الذين يتأولون ذلك على أن هذا ليس هو المسيح ابن مريم ، وإنما هو مسيح ينتظر ، وإنما ينتظرون المسيح الدجال مسيح الضلالة ، فإن اليهود يتبعونه ويقتلهم المسلمون معه ( حتى يقول الشجر والحجر : يا مسلم هذا يهودي ورائي تعال فاقتله ) وهكذا يقال في النبوة الثانية التي ذكروها عن أرميا النبي عليه السلام .

التالي السابق


الخدمات العلمية