[ ص: 353 ] قالوا : وسبيلنا أن نذكر من بعض قول الأنبياء الذين تنبوا على السيد المسيح ، ونزوله إلى الأرض ، قال عزرا الكاهن حيث سباهم بختنصر الفريدي إلى أرض بابل إلى أربعمائة واثنتين وثمانين سنة : المسيح ويخلص الشعوب والأمم ، وفي كمال هذه المدة أتى السيد يأتي المسيح . وقال أرميا النبي عن ولادته في ذلك الزمان : [ ص: 354 ] يقوم لداود ابن هو ضوء النور يملك الملك ويعلم ويفهم ويقيم الحق والعدل في الأرض ويخلص من آمن به من اليهود من بني إسرائيل وغيرهم ، ويبقى بيت المقدس بغير مقاتل ويسمى الإله . وأما قوله : ابن لداود لأن مريم كانت من نسل داود ولأجل ذلك قال النبي : يقوم لداود ابن .
فيقال : أما قول عزرا الكاهن فليس فيه إلا إخباره بأنه يأتي المسيح ويخلص الشعوب والأمم ، وهذا مما لا ينازع فيه المسلمون ، فإنهم يقرون بما أخبر الله به في كتابه من إتيان المسيح عليه السلام ، وتخليص الله به كل من آمن به من الشعوب والأمم إلى أن بعث محمد صلى الله عليه وسلم .
فكل من كان مؤمنا بالمسيح ، متبعا لما أنزل عليه من غير تحريف ولا تبديل ، فإن الله خلصه بالمسيح من شر الدنيا والآخرة ، كما خلص الله تعالى بموسى من اتبعه من بني إسرائيل .
[ ص: 355 ] ومن حرف وبدل فلم يتبع المسيح ، ومن كذب محمدا صلى الله عليه وسلم فهو كمن كذب المسيح بعد أن كان مقرا بموسى عليه السلام .
ولكن هذا النص وأمثاله حجة على اليهود الذين يتأولون ذلك على أن هذا ليس هو المسيح ابن مريم ، وإنما هو مسيح ينتظر ، وإنما ينتظرون المسيح الدجال مسيح الضلالة ، فإن اليهود يتبعونه ويقتلهم المسلمون معه ( ) وهكذا يقال في النبوة الثانية التي ذكروها عن حتى يقول الشجر والحجر : يا مسلم هذا يهودي ورائي تعال فاقتله أرميا النبي عليه السلام .